أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد من الإرجاف والمرجفين، الذين يثيرون ما يورث الاضطراب والقلق، وعدمَ الاستقرار، ويبثون كل ما يحبط ويثبط، ففي الإرجاف، تبتر العبارات، وتقطع النصوص عن سياقاتها، ثم يكون التعليق عليها بما لا يجوز، ولا يصح، ومالا تتحمله تلك النصوص، فالإرجاف والتخذيل يوهن العزائم، ويثبط الهمم، ويضعف القوى، ويشكك في القدرات والإمكانات، ويُعظِّم الأعداء في الأعين، وفي الإرجاف تظهر المجتمعات وكأنها فاسدة لا تحمل خيرا أبداً، ويتحدثون عن الفاسدين والمنحرفين، فيظن السامع أن الثابتين على الحق قليل، وأن الصالحين أقل.
وأضاف في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، ان للإرجاف والمرجفين مقاصد ومآرب من الإرهاب الفكري، والحرب النفسية، وتوهين العزائم، وإدخال الهم والحزن على أهل الحق والغيورين على مصالح الدين والأوطان والأمة، وبث الفتن والاضطراب بين الناس، وفقدان الثقة، والنيل من الكبراء، وأهل الفضل والاقتداء، ومن بعض المغفلين الذين ينقلون الأخبار والأحداث من غير ترو ولا حكمة، ولا نظر في المصالح والمفاسد، والمقاصد والمآلات، من المسارعين والمسابقين في منافسات غير الشريفة، بل قد يكون باعثه كرهَ الآخرين، والتعصبَ المقيت من أجل إساءة السمعة، وخفض المكانة، وهز الاستقرار، ونزع الثقة.
ودعا د. أبن حميد أهل الإسلام الغيورين إدراك خطورة هذا المسلك، وعظم إثمه، وعظيم أثره، فالمسلمون في خندق واحد، وسفينة واحدة، وأهل الإيمان لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، بل انهم يوقنون ان هذه الديار المقدسة في شعائرها ومشاعرها ليست ميداناً لنقل الخلافات، وتصفية المواقف، فيأتي هؤلاء المرجفون ويحاولون أن يصرفوا الأنظار عن معاناة يعيشونها في بلادهم، ومشكلات يعاني منها مواطنوهم، ويريدون في إرجافهم أن يستغلوا مواسم العبادة، وتجمعات المسلمين، والمشاعر المقدسة لأغراض مسيسة، وتشويش، وبلبلة، مما يقود إلى الانشقاقات والفرقة، وزرع الفتن.
وأشار إلى أن جر المسلمين إلى هذا إفساد لمقاصد هذه الشعائر والمشاعر، وسعي في حرمان ضيوف الرحمن من الأمن والأمان، والتفرغ للعبادة، واستشعار قدسية الزمان والمكان، في مسيرات ومظاهرات وتجمعات ونداءات وشعارات ليست من دين الله في شيء، مما لم يأذن به الله في كتابه، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح من سنته، ولم يقل به أحد من أهل العلم، ولم يفعله أحد من أهل الإسلام سلفاً وخلفاً، ومن أجل هذا، فإن ثوابت سياسة المملكة، عدم السماح لأي أحد أو جهة بتعكير صفو أمن المقدسات، والعبث بأمن الحجاج والعمار والزوار، وهي ملتزمة ومسؤولة عن اتخاذ كل التدابير الحازمة الصارمة للحفاظ على أمن البلاد، وأمن الناس المواطن والمقيم، والعاكف والعابد.