أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير – في خطبة الجمعة – الأسر من إهمال تربية الأبناء حتى لا يسوقهم الأنذال والسفلة والسواقط حيث شاؤوا , محذرا أيضا من كسر الزوجة وقهرها , وإذلالها وظلمها , والنيل من مقامها.
ووجه النصح للشباب قائلا : أيها الشاب المسترسل في هواه احذر صاحب السوء الذي يختلك ويداورك ويطعنك في شرفك وعرضك من حيث لا تشعر , فكم من صحبة نكست رأسا وأزلت قدما.
وقال : الأسرة هي الدرع الحصينة والقلعة الأمينة , وأسرة الرجل أهل بيته وقرابته , ورهطه وعشيرته , والطفولة جمال الأسر وحلواؤها تعيش في حرزها , بها تحترس ومنها تقتبس ومن حسن الولاية تعليم الأطفال والصغار وتأديبهم على الندى والقيم والشيم والآداب والحكم وحملهم على جميل المكارم والصفات , وتهذيب سلوكهم من النقائص والعيوب والآفات , واكتساب الآداب في الصغر منهاة عن النزق والطيش في الكبر , وكم جالت فتن وأخطار ببعض الصبية واليفعة والشببة , كما تجول الريح في حطام النبت وسواقط ورق الشجر , وذلك بسبب الغفلة والتساهل عن تأديبهم في الصغر , وكم من أزهار ذبلت وأغصان جفت , وأشجار يبست حينما أهمل سقيها وريها , فيا أيها الأب والولي : كم سقي ولدك من نمير أدبك ؟ وكم شربه من حنانك وحدبك ؟ , ومن أهمل تربية صغاره وعياله كان وزر التفريط عليه , ووبال الإهمال إليه , وألم الحسرة بين عينيه , من ترك ولده يسقط في وهدة الفسق والفجور ويسوقه الأنذال والسفلة والسواقط حيث شاؤوا , فقد باعه وأضاعه , وابنك ابن روحك , يشرب من صبوحك , ويرتوي من منوحك , فليكن أول إصلاحك له إصلاحك لنفسك , فإن عينه معقودة بعينك , والحسن عنده ما فعلت , والقبيح ما تركت , وعلى أعراقها تجري الجياد , وعلى غصونها تنبت الشجر , وما أشبه حجل الجبال بألوان صخرها.
وأضاف : يا من يروم صلاح ولده الزوجة بيتك وسكنك , تهدهد ولدك وتناغيه , وتلاعبه وتفديه , وتلاطفه وتؤاديه , صوتها ماء روحه , وقلبها دواء جروحه , ورضاها منتهى طموحه , ولا أدعى لضياع العيال من كسرها وقهرها , وإذلالها وظلمها , والنيل من مقامها , إن الترفق والتلطف بها , واجتناب اللفظ الخبيث الخسيس المستقبح عند ندائها , وإكرامها وتبجيلها والتجاوز عن تقصيرها سكن للدار وصلاح للعيال والصغار , ويا من تروم إصلاح أولادها وسعادة بيتها , الزوج ربيع المحل , وجمال السهل , اعملي إلى إسعاده , واملئي القلوب من وداده , وعظميه عند أولاده.
وقال : الشدة في التوجيه والنصيحة يورث التباعد والتجافي والنفور , ولا أشفى للنفوس العاصية , والأرواح القاصية , والقلوب القاسية من الرفق واللين والبر والملاطفة والتكرمة , قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ” , وما من بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الهناء والصفاء وحل بدارهم الخصام والعناد والعداء والعنف والحقد والبلاء.