أبعاد الخفجى-محليات:
طالبت دراسة علمية بشأن الإساءة النفسية للأطفال بتفعيل نظام حماية الطفل، وحث المؤسسات المختلفة في المملكة على توحيد التعاريف لأنواع الإساءة، وتوضيح آلية التبليغ، وتفعيل عمل لجنة حماية الطفل المركزية التي تم إنشاؤها في شوال عام 1426 كلجنة مركزية تنسق في عملها مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لمعالجة الموضوعات المتعلقة بالعنف ضد الطالبات والمعلمات والموظفات، وكذلك اللجان الفرعية بإدارات التربية والتعليم والتي تم التوصية بإنشائها لنفس الهدف، وأن يكون من ضمن مهامها دراسة الإساءة النفسية ضد الطالبات من قبل المعلمات أو الإداريات في المدرسة، وعمل كافة التدابير الوقائية والتوعوية والعلاجية والرفع إلى اللجنة المركزية وإصدار وثيقة لتحديد أنواع الإساءات التي يمكن أن تقع على الطالبات في محيط المدرسة، ودور المدرسة وكل العاملين فيها المحدد والواضح في مواجهة الإساءة، وكيفية تبليغ الطالبة، والعقوبات التي تقع على المعلمة في حال إثبات الإساءة.
وأوصت الدراسة التي أجرتها د. وفاء محمود طيبة عضو لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية بمجلس الشورى بالاستفادة من الأكاديميين والمتخصصين في توعية جميع العاملين والعاملات في القطاع التعليمي بأهمية وتأثير الإساءة النفسية على الطفل، وإقامة الدورات للمعلمات في علم نفس النمو، وحاجات المرحلة العمرية وعلم النفس التربوي والأساليب المثالية لضبط الفصل وعملية التعليم، وغيرها.
وشددت الباحثة على أهمية تعيين أخصائيين نفسين وأخصائيات نفسيات للإرشاد النفسي في المدارس وعدم الاعتماد على المعلمين وغير المتخصصين في هذا المجال، وتفعيل الدور الحقيقي للأخصائية النفسية والمرشدة الطلابية في المؤسسات التعليمية، وذلك يستوجب، زيادة عدد الأخصائيات النفسيات في المدارس.
وطالبت بإصدار وثيقة لحقوق كل من الطالبة والمعلمة والموظفة في المدرسة، بالتعاون مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ودعت إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية في هذا المجال.
وتبين نتائج الدراسة التي طبقت على المرحلة الابتدائية -العليا والدنيا- أن أكثر ثلاثة أبعاد من أبعاد الإساءة يتعرض لها أطفال الابتدائية الدنيا هي الإساءة اللفظية ثم الحرمان وبعد ذلك التخويف والاستهزاء على التوالي، أما أطفال الابتدائية العليا فكان أكثر ما تعرضوا له الإساءة اللفظية ثم الحرمان من حقوق مدرسية ثم الضغط على الطفل ونسبته 41.43 في المئة.
وتؤكد الباحثة أن الإساءة اللفظية والحرمان من حقوق مدرسية سلوكيات شائعة في الابتدائية بغض النظر عن عمر الطفل، كما أن التعرض للإساءة النفسية وأبعادها في الصفوف العليا أكبر من طفل الصفوف الدنيا، لأنه أكثر جرأة ومعرفة بالحقوق وبالتالي أكثر تحدياً.
وذكرت الباحثة أنها كتبت على الاستبيان الذي تم توزيعه على الطلبة والطالبات، (استمارة الطفل) كعنوان علوي عن غير قصد إساءة، وقد وجدت عدد من الطلبة وقد شطبوا تلك الجملة، وكتبوا بدلاً منها (استبيان الرجل) أو (استبيان البطل)، الأمر الذي يدل على معاناة الطفل بالفعل من الاستهزاء أو حساسيته الشديدة لذلك السلوك وقد تكون الاثنين معا، فطريقة تربية الطفل الذكر في المجتمع السعودي تعزز الأنا فيه أكثر من الأنثى، مما يجعل الطفل الذكر حساساً لأي سلوك يمس الأنا لديه ويشعره بالاستهزاء، وبالمقابل قد يعرف المعلم أهمية ذلك ويستخدم أسلوب الاستهزاء أكثر مع الطفل الذكر كنوع من العقاب.