المسجد هو المكان الطبيعي لعبادة الله تعالى، ولنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة، وتوفير الطمأنينة النفسية والروحية، التي تخفّف عن الناس أعباءَ الحياة وآلامها، وتكبح فيهم جموح الغرائز وشهواتها، وترسّخ أواصر المحبة. فالمسجد ميدان واسع ورحب يُعبد اللهُ تعالى في أرجائه، ويطاع في سائر نواحيه وأجزائه, وبه تزكو نفوسهم، وتطمئنّ قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم وتصفو أذهانهم حيث يجتمعون فيه بقلوب عامرة بالإيمان، خاشعة متذلله لله تعالى. ولهذا جُعل ثواب من بنى مسجداً الجنة.
وهنا ندلف لزاوية موضوعنا وهي ما نشاهده من فوضى في البناء من كثير من بعض المتبرعين دون مراعاة لموقع المسجد ووجود مواقف وموقع مناسب للوصول إليه ،يوجد لدينا ما يزيد عن 94 الف مسجد وجامع في جميع المناطق والمدن والمحافظات وهنا نطمح للكيف وليس للكم تعاني مساجد كثيرة من سوء البناء والتخطيط والأدوات وهدر للمياه واستهلاك للكهرباء جراء عدم تطوير ألية بناء المساجد ووجود العوازل، ولم تقتصر هذه الفوضى في البناء فقط بل انتقلت إلى إدارة المساجد من قبلهم حيث يكون هنالك حالة احتباس للروحانية ، في تلك المساجد جراء عدم وجود إمام ومؤذن ثابت من الوزارة، بسبب النقص وعدم وجود المحفزات المالية لهم لضعف المكافئة وارتباطهم بأعمال أخرى، مما يسبب حالة من الارتباك للمسجد ودخول المتبرع في طور الإشراف والإدارة للمسجد وهنا حالة أخرى من الفوضى وخروج المسجد من روحانيته والبدء في حالات جدلية وتجاذب بين المصلين ، وهذه الحالة تستوجب البدء في مراجعة لوضع مساجدنا ومساعدة الوزارة وإدارات المساجد والأوقاف والتي تعمل جاهدة وفق المتاح لكن هذا لا يكفي في النهوض بالمسجد كونه أقدم مؤسسة للمجتمع المدني ويجب أن تكون هنالك رؤية لتطويره تماشياً مع رؤية المملكة ودعمها وخطتها لتطوير وزياد مؤسسات المجتمع المدني ، لذا يجب الاستفادة منه وجذب المشاريع لجنباته مثل العيادات الخيرية ، والمكتبة والتي تعين الباحث والدارس والقارئ ، وتنفيذ برامج المعايدات وإقامة دروس للتقوية للطلبة والطالبات والتعاون مع توعية الجاليات في إقامة نصائح لمرتادي المساجد من عمالة بملابس عملها ما يلحق الضرر بالمسجد والمصلين يجب أن يكون المسجد منطلق للتحلي بخلق المسلم وتكوين حالة من الذوق العام تنعكس على المسجد نفسه في تنظيم وخروج المصلين والتخلص من ثقافة تكويم الأحذية أعزكم الله أمام المداخل وكثير من الممارسات المرفوضة نحتاج أيضا للاستفادة من انتشار المساجد بالتشجير والاستفادة من ماء الوضوء للري، عبر عملية تدوير بدلاً من هدرها في مياه المجاري ، وهنالك كثير لا يسع المجال لذكرها لكن الشاهد نحتاج وقفة جادة للنهوض بالمساجد وتفعيل دورها الثقافي والدعوي والاجتماعي نعم نحتاج لمبادرات ودعم ومزيد من الضخ المالي من رجال الأعمال والقادرين والمتبرعين على تطوير المساجد ليس في البناء والترميم والفرش فقط بل وجود المشاريع والشراكات التي تعيد للمسجد دوره التاريخي في الحضارة الإسلامية.
إن المساجد لله
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2016/07/22/278119.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
العلاقات العامة بإدارة المساجد بالخفجي
07/22/2016 في 10:35 م[3] رابط التعليق
الكاتب الأستاذ فيصل
لك منا وافر التحية والتقدير موضوع في غاية الأهمية.
واقتراحات وملاحظات أكثر من رائعة.
بورك قلمك وقلبك
زائر
07/22/2016 في 10:46 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
07/24/2016 في 8:46 م[3] رابط التعليق
الكلام جميل وحلو ووووووو بس التطبيق والاستفاده ومعالجه الاخطاء هذا المفيد اما التنظير والاقتراحات كثير بس وين اللى يبي يعمل وينجز والا الامكانيات متوفره بس الكوادر؟
ابوفهد
07/28/2016 في 6:18 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه ابونواف كلام في غاية الاهميهيجب ان تتحرك الجهات المعنيه للقيام بواجباتهايوجد مسجد بالجوهر لم تستلمه الاوقاف وبدون امام رسمي سنتين ونحن نعاني ومن يقوم بصلاه اهل الحاره
محمد الشرفي
08/09/2016 في 7:27 م[3] رابط التعليق
محمد الدوسري
08/09/2016 في 7:28 م[3] رابط التعليق
فيصل الشرفي