أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير – في خطبة الجمعة – من السباب والشتائم وإطلاق التهم والأحكام التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي ضد الأشخاص ومع كل حادثة , والاستتار خلف الأسماء المستعارة تواريا عن الخلق وتناسيا بأن الله عز وجل مطلع على السر والنجوى.
وقال : السباب لقاح الفتنة والسباب لا يرد شاردا ولا يجذب معاندا , وإنما يزرع ضغائن وأحقادا , ويزيد المخالف إصرارا وعنادا , ومن أقذع مخالفه ورماه بالفحش وأساء القول فيه وشاتمه بالكلام القبيح , لا يكون مصلحا ولا ناصحا ولا معلما , وتتسارع الأحداث في الأمة فلا يسمع الناس صيحة أو وجبة أو حادثة دانية أو قاصية إلا قاموا للشبكة العنكبوتية يتخذون تلك الأحداث أسبوبة يتسابون بها ويتشاتمون عليها , يهرعون إلى مواقع التواصل الاجتماعي ما بين حاذف وقاذف وطاعن ولاعن , وساب وشاتم إلا من رحم الله وقليل ما هم , فيا من تسطرون الشتائم واللعائن , وتطلقون التهم والأحكام ستسئلون عما تكتبون في يوم تجتمع فيه الخلائق , وتوزن فيه الأعمال والدقائق , وتأتي كل نفس معها شاهد وسائق , يا من توارى وراء شاشة جهازه , يا من استتر باسم مستعار , وتباعد عن الأنظار وصار يكيل السب والشتم لغيره , أنسيت أن الله يراك , وهو مطلع على سرك ونجواك , وليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيئ , وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا , وقال : ” إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ” , وسباب المسلم فسوق والمستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان.
وأضاف : لقد نهى الله المؤمنين عن سب آلهة المشركين لئلا يكون سبها سببا لسب الله تعالى وسب آلهتهم يزيدهم كفرا وتصلبا ونفورا فعاد سبها منافيا لمراد الله تعالى من الدعوة والرسالة , قال تعالى : ” ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير عليم ” , فالحذر الحذر لا تلقوا عباد الله بالغلظة والشدة والطعن واللعن والسباب , فتحملوهم على النفور عن الحق والسنة والفضيلة , وأوضحوا الحق بالحجة والبرهان والدليل والبيان بحكمة ورفق وبصيرة , فإنما يجب عليكم النصح والأمر والنهي , وليس عليكم هداهم وصلاحهم , وعلى الله لا عليكم حسابهم وجزاؤهم.
وقال : المؤمن بالخير يتدفق وبالخلق يترفق والملاطفة في الخطاب واللين في الحديث والترفق في الحوار سبيل قويم به تستمال النفوس وتستعطف الأهواء المختلفة وترد القلوب النافرة والآراء المتغيرة , يقول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام : ” فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى “.