أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ – في خطبة الجمعة – من أذية ضيوف الرحمن وإضمار الشر لهم ومحاولة الإضرار بهم , مشددا على أهمية الالتزام بكل نظام ينطلق من تحقيق مصلحة المسلمين ودفع كل أذى وضرر عليهم ومن ذلك الالتزام بتصاريح الوصول إلى المشاعر.
كما دعا من استزله الشيطان إلى استغلال موسم الحج للتوبة والرجوع عن الغي قبل فوات الأوان وقبل أن يعرض على الله جل وعلا , مؤكدا أن من أهم مقاصد الحج تحقيق وحدة إيمانية وأخوة إسلامية بين المسلمين جميعا شرقا وغربا , أخوة تقوم على تحقيق مصالح الدين والدنيا على أحسن حال ” إنما المؤمنون إخوة ” , قال صلى الله عليه وسلم : ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” , ومن هنا تعليم الأمة أن واقعها اليوم مع بعض أبنائها لا يستقيم مع دين ولا يتفق مع مبادئه إذ كيف يكفر المسلم أخاه ” كيف يسفك دمه وينتهك عرضه ويسلب ماله ؟ والجميع يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ! , أفلا تستجيبون يا أمة الإسلام لله ورسوله وتستقيمون على وفق مبادئه ومقاصد شرعه , ليكن الحج مدرسة تتهاوى من خلالها مقاصد أعداء الإسلام من تفريق هذه الأمة وتوهين شأنها وتقطيع أوصالها وتفريق شملها وبعثرة صفها كما هو اليوم , وبذلك حصل البلاء العظيم , وحل الشقاء المستطير , فيا من استزله الشيطان من أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم استلهموا من هذا الموسم واستغلوه لتوبة إلى ربنا جل وعلا ورجوع عن الغي قبل فوات الأوان وقبل أن تعرضوا على المنان .
وقال : إن هذه الدولة السعودية تتشرف بخدمة الحجيج وترى ذلك واجبا دينيا ودنيويا وتبذل كل غال لما يحقق الراحة والنفع لضيوف الرحمن وقاصدي مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم , وإن واجب كل مسلم يعظم الله جل وعلا أن يعظم هذه الأماكن المطهرة ويعرى لها حرمتها المتقررة في الكتاب والسنة والإجماع وأن يحرص على أمن المسلمين وراحتهم فمن أعظم الكبائر والموبقات أذية ضيوف الرحمن وإضمار الشر لهم ومحاولة الإضرار بهم , ” ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ” , وإن واجب المسلمين الالتزام بكل نظام ينطلق من تحقيق مصلحة المسلمين ودفع كل أذى وضرر عليهم ومن ذلك الالتزام بتصاريح الوصول إلى المشاعر , فذلك مؤسس على قاعدة وجوب التعاون على البر والتقوى , وما رآه المسلمون حسنا فهو حسن عند الله , فليحذر المسلم من التحايل على ذلك , والتهاون في تحقيقه لأن مصلحة الجماعة تقدم على المصالح الأحادية حتى في مقام نوافل العبادات , كما دلت عليه مقاصد الشريعة وسطره علماء المسلمين.
وأضاف : في الحج تهذيب للنفس وتنقيتها من كل الصفات القبيحة ومسالك الرذيلة التي تعود على المسلم بالضرر دين ودنيا قال تعالى : ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” , وقال صلى الله عليه وسلم : ” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ” ., فعلى كل مسلم أن يستلهم من هذه العبادة مقاصدها وأن يستقيم في هذه الحياة على ضوء دروسها.