أبعاد الخفجى-رياضة:
ساهم التراجع الكبير للمنتخب السعودي منذ تأهله لمونديال كأس العالم في فرنسا 2006م، ثم وصافته للبطولة الآسيوية في العام الذي يليه، في غياب اسمه كمرشح أول على مستوى القارة كما كان قبلها، وأمست الكرة السعودية في الوقت الحاضر تبحث عن موطىء قدم بين كبار القارة، ولعل ذلك من الجوانب التي من الممكن تحويلها إلى عامل معنوي إيجابي، ومحفز لنجوم الأخضر لإثبات الحضور الجديد، واستعادة التاريخ، قبل استهلال منافسات مجموعته الثانية، من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بجانب منتخبات: اليابان، وأستراليا، وتايلاند، والإمارات، والعراق.
نظرياً ووفق ترشيحات النقاد سيجد المنتخب السعودي صعوبة فنية في تجاوز اليابان وأستراليا، ومنافسة قوية من الثلاثي الآخر في المجموعة، إلا أن كل ذلك لايتعدى سطوراً على ورق، لتظل الكلمة الفاصلة والحاسمة رهينة العطاء وبذل الجهد في الملعب، وأضحى المنتخب السعودي بأسمائه الشابة وتألقه في التصفيات الأولية على قدر طموحات جماهيره العريضة، نحو فرض شخصيته الفنية، وعودة هيبته المفقودة في العقدين الماضيين.
عشر مواجهات هي طريق “الأخضر” نحو حلم التأهل الخامس إلى مونديال كأس العالم المقبل، منها خمس مواجهات سيحتضنها على ملعبه وبين جماهيره الوفية، وهنا تكمن ثقافة لقاءات الذهاب والإياب لترسيخها في أذهان نجوم المنتخب، مع انطلاقة التصفيات، بالتركيز بشكل كامل على مواجهات الذهاب على ملعبهم، للخروج بالنقاط الكاملة، ثم الأداء الحذر خارج قواعدهم للعودة بنتيجة إيجابية تحافظ على حظوظهم في البقاء في دائرة الترشيحات، التي ستضيق حتماً في المنعطف الأخير من التصفيات.
المرحلة الأولى التي تواجه المنتخب السعودي تكمن في انطلاقة مميزة ومريحة نوعاً ما على ملعبه، لا تنازل فيها عن النقاط الثلاث، بدءاً من استضافته لنظيره التايلاندي، وهو أقل المرشحين حظوظاً في المجموعة، ثم الاستعداد لمواجهة العراق المتكافئة في العاصمة الماليزية، كفرصة متاحة لكسب ثلاث نقاط أخرى، ستكون في حال تحقيقها مع نقاط تايلاند، خطوة ذهبية للأخضر قبل مواجهتي أستراليا والإمارات، على ملعب المنتخب السعودي وعلى التوالي.
الأجهزة الإدارية والفنية للمنتخب يقع على عاتقها الكثير من العمل، مع بدء التصفيات وأثناء تواصلها، لتهيئة اللاعبين من مختلف الجوانب الفنية والذهنية والمعنوية، للتعامل الأمثل مع كل مواجهة، ودراسة المنتخبات المنافسة أولاً بأول، ومنح كل مواجهة في التصفيات الاهتمام المنتظر والأهم التوازن في اكتساب الثقة بعيداً عن الإفراط والتفريط ويبقى المنتخب السعودي أمام مرحلة تاريخية كروية حاسمة تتطلب تضافر الجهود والعمل في منظومة متكاملة على قلب رجل واحد للعبور إلى المونديال الكبير.