أبعاد الخفجى-محليات:
عقد فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مساء اليوم قمة بشأن اللاجئين وتمويل العمليات الإنسانية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس وفد المملكة في أعمال الدورة السنوية ال (71) للجمعية العامة للأمم المتحدة كلمة فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس / باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
معالي الأمين العام للأمم المتحدة
السيدات والسادة :
يسعدني في البداية أن أتقدم لفخامتكم بالشكر الجزيل على هذه الدعوة لعقد اجتماعنا اليوم لمناقشة أزمة باتت تؤرق الجميع ألا وهي أزمة اللاجئين، الأمر الذي يتطلب منا القيام بدور إنساني كبير في تخفيف مشكلة اللجوء التي تعاني منها مناطق عديدة في العالم الناجمة عن الصراعات العرقية والحروب والكوارث والنزاعات.
السيد الرئيس :
السيدات والسادة :
إن المملكة العربية السعودية دولة رائدة في الأعمال الإغاثية والمساعدات الإنسانية وهي من أكبر الدول المانحة في العالم، حيث شملت هذه المساعدات تقديم الدعم للمؤسسات الأممية الدولية، ومساعدات إغاثية وتنموية مباشرة، وصولاً لغايتها وهي العمل لإنسانية بلا حدود.
السيد الرئيس :
السيدات والسادة :
إن أزمة الشعب السوري الشقيق تتطلب التحرك بشكل أكثر فاعلية لإيقاف هذه المعاناة من خلال إيجاد حل لها ولقد كانت المملكة ولا تزال في مقدمة الدول الداعمة والمتلمسة لمعاناة الشعب السوري الإنسانية، حيث استقبلت أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن سوري داخل المملكة، وحرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين أو وضعهم في مخيمات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم وسمحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة بذلك، وقد بلغ عددهم حوالي نصف مليون مواطن سوري ومنحتهم فرصة العمل وحرية الحركة التامة والرعاية الصحية المجانية والتعليم.
كما قامت المملكة بدعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لوطنهم، واشتملت تلك الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية سواءً من خلال الدعم المال أو العيني، حيث وصلت تلك المساعدات إلى أكثر من ( 800 ) مليون دولار، إضافة إلى المساعدات التي تطوع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسبات عدة.
وبالنسبة للأشقاء اليمنيين اللاجئين إلى المملكة فقد اعتبرتهم المملكة زائرين، حيث قدمت لهم الكثير من التسهيلات بما في ذلك استثنائهم من نظامي الإقامة والعمل.
وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لبناء ذراع يوحد جهود المملكة في النواحي الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة، جاء التوجيه الكريم بإنشاء مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2015م ليعكس صورة مشرقة لما تقدمه المملكة للمجتمع الدولي من جهود كبيرة تساهم في رفع معاناة الإنسان والمحافظة على حياته وكرامته.
أما فيما يتعلق باللاجئين في الدول الأخرى، فقد قدمت المملكة لهم في شهر فبراير 2016م دعماً مقداره ( 59 ) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما بلغت قيمة التزام المملكة في تقديم مساعدات للاجئين الأفغان في باكستان ( 30 ) مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى تعهد المملكة بتقديم مبلغ (50 ) مليون دولار للحكومة الإندونيسية لدعم اللاجئين الروهنجيا في إندونيسيا.
ويسرني أن أعلن باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عن التزام المملكة العربية السعودية بمبلغ ( 75 ) خمسة وسبعين مليون دولار إضافي لدعم اللاجئين بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أؤكد على أهمية مداولات قمتنا هذه في إطار سعينا المشترك لتعزيز التعاون الدولي على مستوى الحكومات والهيئات الدولية من أجل صون الحقوق الإنسانية والحفاظ على كرامتها.
والسلام عليكم ورحمة الله.
حضر القمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي.