أبعاد الخفجى-محليات:
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن بيت الله وحرمه وشعائره ومقدساته لم تزل من الله في مأمن وعليها منه حافظ يسخر الله لحفظها الطير والشجر والجماد، ومن آيات الله السالفات وأيامه الخالدات حمايته لبيته من غزو أبرهه وأفياله، وقد خلد الله ذكرى الفيل وأهمل صاحبه هوان له وإطفاء لذكره، ولم يزل في كل عصر أبرهه، كما لم يزل لحمايتها في كل عصر طيرا أبابيل.
وأضاف في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام أن صاحب الفيل كان في غزوته المشؤمه قد بنى بيتا ليصرف الناس عن بيت الله، وكذلك فعل أشباهه والمتبعون سبيلا، فقد بنوا الصوارف عن بيت الله من مشاهد ومقامات وأضرحة واصطنعوا لها فضائل، واخترعوا لها أجورا، ولم يستجب لهم إلا من أضله الله على علم وجهل واستنوا بسنة أبرهه في بعث البعوث للأحاد في الحرم وتخريب ما يمكن تخريبه فانقطعت بهم السبل وأعجزتهم الحيل ورد الله كيدهم إلى الوسوسة والتهديد، والإشاعة والتخويف ولم تبن تلك الهجمات الإعلامية حجاجا ومعتمرين، ولم يصرف بها زائرين ولا متعبدين.
وبين الشيخ آل طالب أن الله جعل في تلك التصاريح حكمة، فقد أظهر الله منهم ما كانت التقية تخفيه، وهو عاما كان يجادل عن غفلة، وتمايز صف الحق من الباطل، وإننا إذ نحمد الله على الدوام لنلهج بحمده وشكره في هذه الأيام على ما أكرم به ضيوفه وحجاج بيته من الأمن والتيسير والحفظ والعون، فأدوا مناسكهم تحوطهم عناية الله وتكلأهم ألطافهم، فالحمد لله كثيرا، ثم الشكر لمن جعلهم الله أسباب هذا الأمن وأكرمهم بهذا الشرف، والشكر لمن خدم حجاجه في الحرمين وفي منافذ البلاد وسبلها.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن نجاح موسم الحج نصر يفرح به المؤمنون، ولا يكرهه إلا المنافقون، إنه نعمة من الله لها أسبابها الشرعية وسننها الإلهية لابد من التوقف عندها ذكرا وتدبرا واتباعا، فأول ذلك هو إخلاص المقصد للحج لما شرع له وهو التوحيد، وإن الإصرار على إخلاص الحج من كل شائبة تناقد هذا المقصد هو من توفيق الله تعالى وحفظه لهذا البيت وقاصديه، فلا دعوة لغير الله ولا تعظيم إلا ما عظمه الله، وليس الحج ميدانا للمزايدات السياسية والمناكفات والخصومات، وسيظل موسم الحج هانئا مادام سالما من تلك الشوائب والمحدثات.
وأشار إلى أن الواجب وأد كل خلاف يشق صف المسلمين ويفرق جمعهم فليست الأمة في حال رفاه يسمح لها بمزيد من التدابر والتقاطع ومن سعى في تفريق وعزل فهو المعتزل لوحده وهو الناد عن جماعة المسلمين، ويبقى عموم المسلمين في دائرة الإسلام والوحدة يجمعهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قبلتهم واحدة ودينهم واحد وكتابهم واحد، وفي موسم هذا الحج بان مظهر الاجتماع والائتلاف والوحدة والاجتماع من أسباب النجاح، فاجتماع الحج هو أعظم مؤتمر على وجه الأرض يظهر فيه سعة أفق أهل السنة والجماعة في إحتواء المسلمين كلهم دون تفرقة، بل هو تحت شعار الإسلام وقصد رضا الرحمن والناس سواسيا فيقصدهم ولباسهم وهيئتهم.