صناعة المواقف ليس أمر عارض إنما يكون من جوهرٍ داخل الروح والنفس لايستطيعه من هو يعيش لنفسه ، موقفٌ جعل لنا ولمن قبلنا ولجيلٍ قادم وقفة إكبار وإطمئنان لذلك الصنف البشري الذي لايموت ولاينقطع ويحيي جيل بعد جيل بصنيعته وفعله وموقفه.
إليكم سيرة ذلك الرجل الذي لم يعرف أن مصيره للمجهول ولايعلم بالليالي ماهي فاعلة فيه ، هذا الرجل يسير في راحلته وبعد مكابدة ومغالبة للحياة وصعوبة العيش وبعد جمعه للمال والمتاعب الذي واجهتهُ إلا ان ذلك الموقف لم يمنعه من صنيعته وموقفه الشهم الذي جعلنا نذكره الى هذه اللحظه.
وهو في طريقه إذْ برجل يشير إليه وحاله منقطع وفي درب المآرّة فيه قليل وماكان من صاحب الراحله إلا ان توقف مباشره توقف للإعانه والإحسان {وصناعة للمعروف} ركب معهُ وسار هو وإياه فإذا بالدسيسة والنيه المسبقة من ذلك المدعي انه مقطوع وهو في امره وحقيقته قاطع ك(تأبط شرا) وزمانه المشؤوم غدر به ورماه من راحلته واوقعه وسار تاركه في خفايا ايام لايدري ولايعلم مصيره لكن الغريب !! ان صاحب الراحله لم يفعل الا شيئآ واحدا قال لذلك القاطع الغادر (لاتخبر أحداً) !!!!!
لاتخبر أحداً كيف ومالمقصود ومالمغزى وقف بعد ما ابعد عنه قليل ما قصدك قال لاتخبر بفعلتك هذه حتى لاينقطع المعروف بين الناس.
رجل أخذ ماله ونفسه معرضة للهلاك ولايدري ما المصير وتعب العمر والشقاء الذي عاناه وفي غمضة عين وموقف فيه من القهر والغلبة لكنه فوق كل هذا خرج معدنه.
هنا تدرك معاني هذه المواقف ويحتار الفكر تجاه هؤلاء ومالعبارة التي تستطيع ان تقولها لهم ويجعل في نفسك الخير والراحة والسعادة والانشراح أن الخير مازال ولايزول الى أن تزول دنيانا.
لاتقطعه
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2016/10/06/291166.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
راعي البل
10/06/2016 في 11:48 م[3] رابط التعليق
سبحان االله والحمدلله ولااله الاالله والله اكبر ولاحول ولاقوة الابالله
زائر
10/07/2016 في 6:22 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخ عبدالرحمن فعلا يستحق هذا الرجل الاكبار والتقدير لبعد رؤيته وحرصه على عدم تشويه المجتمع وتاريخه بسبب حالة مكر وخبث من شخص سيء .
اشكرك واتمنى لك التوفيق .
صالح الدرعان
زائر
10/07/2016 في 3:00 م[3] رابط التعليق
سلمت يمينك استاذي الغالي الخال ابوفريح ، مرورك وتعليقك محل اعتبار وانس
بسام العنزي
10/07/2016 في 4:51 م[3] رابط التعليق
أشكرك أخي عبدالله على ما تفضلت به وإن سمحت لي أود أن أذكر شخصية تستحق الذكر.
وأنا أقرأ مقالتك تذكرت ( بطل ) صاحب موقف رجولي شجاع يدعى حمد مسلم الشمري، كانت مهنة هذا الرجل في هذه الحياة هي صناعة المواقف.
وقد فقد حياته وهو يصنع معروفاً إنسانياً، رحل وهو يمارس مهنته ( للمرة الأخيرة ) وفي محاولة جادة منه في إنقاذ ما يمكن إنقاذة في حادث تصادم كاد يودي بحياة أخرين فكان الثمن حياته هو.
ورغم إيماني العميق بالقضاء والقدر إلا أنني أُؤمن بأن جينات هذا الشمري كانت سبب في لقاء حتفه.
كيف لا وهو من وصف نفسه بهذه الكلمات:- طب طوارئ متمكن، مطنوخ، شمر أهلي وجبل سلمى بحايل دارهم، ساكن الشرقية، ما أهاب الموت من الشجاعة اللي براسي، دمعة اليتيم والطفل والمرأة تكسرني ..
حمد كان صادق وواقعي جداً في وصف نفسه، بمتمكن ومطنوخ وشجاع. فساعة مروره بالحادث تجرد حمد من حذره وخوفه ومن كل شيء – ممكن أن يمنعه من الوقوف – إلا من شجاعته وشرف المهنة علماً بأنه كان خارج وقت عمله ساعة وفاته
على الرغم من معرفتي السطحية والبسيطة بهذا البطل حيث لم نلتقي سوى مرات قليلة وكانت بحكم عملي السابق في مستشفى الخفجي الاهلي الإ انه ترك في نفسي أثر بحسن تعاونه وتعامله ودماثة خلقه .
كم تمنيت أن أكون ( شمري ) ولو ليوم واحد لأفاخر الأرض ومن عليها بالشمري ( 7مد )
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته،،
زائر
10/07/2016 في 10:13 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أخي ابو عمر و سلمت اناملك واتمنى ان يقراء الجميع مثل هذه الايجابيات .
شكرا” لك و الى الامام يا غالي .
المواطن هو رجل الامن الاول
10/08/2016 في 2:11 ص[3] رابط التعليق
اخ عبد الرحمن مشكور على هذا المقال الذي يسلط الضوء على مواقف رجال صنعوا تاريخأ يروى لجيل بعد جيل وحتى يحتذى بأفعالهم والتي منها الإيثار والامانة والصدق والوفاء ، هناك قاعدة ذهبية في هذه الحياة وهي ( عامل الناس بما تحب ان يعاملوك به) اي بأنه هو المبادر بهذا الفعل الحميد من منطلق تأثر الشخص المقابل بهذا الفعل ورده لك . واعتقد بان هؤلاء الرجال عملوا بها كلا حسب فطرته.