الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه:
اتفق العلماء على أنَّ الصبر والشكر من أعظم الأصول التي يقوم عليها دينُ المؤمن، يعلمُ أنَّ اللهَ الذي خلقَه ورزقَه، وبيده تفريجُ الكربات، وقضاءُ الحاجات، فيشكر المنعمَ سبحانه، ويفرده بالعبادة، وباتباع رسله، وامتثال أوامره، واجتناب زواجره، ويصبر على ذلك.
ومن المواقف التي نستحضرُ فيها فضلَ هاتين العبادتين؛ ماحدث لموسى وقومِه مع فرعونَ وجندِه، (صَبَرَ) بنو إسرائيل، وثبتوا على دينهم برغم ما يُقاسونَه من ألوان العذاب، حتى أوحى اللهُ لكليمِه ووليِّه بقوله: "فأسرِ بعبادي ليلًا إنكم متبعون، واتركِ البحرَ رهْوًا إنهم جُندٌ مغرقون"، فكانت نتيجةُ الصبر قوله ﷺ: "واعلم أنَّ النصرَ مع الصبر، وأنَّ الفرجَ مع الكرب، وأنَّ مع العسر يُسرًا"، فَغَيَّرَ اللهُ السننَ الكونية، بحرٌ يُصيِّرهُ الخالقُ العظيم لأوليائِه يعبرون فيه كأحسنِ طريقٍ رهوٍ واسع، سهلٍ يابس، ثم يعود لِخِلقته ويبتلع أعداءَ الله المغرورين بقوتهم، سبحان ربي العظيم وبحمده، فأصبح هذا اليومُ من أيام الله التي لا تُنسى؛ انتصر فيه الحقُّ وأهلُه، وزهقَ الباطلُ وزمرتُه، وقال الله ﷻ لموسى عليه السلام: "وذكِّرهم بأيام الله، إنَّ في ذلك لآياتٍ لكل صبارٍ شكور"، فصام موسى وقومُه هذا اليومَ (شكرًا) لله الذي نصَرَهم بعد صَبرِهم، ثم جاء بعده أخوه ووليُّه محمدٌ ﷺ وقال ذاك يومٌ نجّى اللهُ فيه موسى وقومَه، فصامه وقال: " أحتسبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَهُ".
جعلني اللهُ وإياكم مِمَّن إذا أُنعِمَ عليه شَكَر، وإذا ابتُلِيَ صَبَر، وإذا أذنبَ استَغْفَر.
عاشوراء…صَبرٌ وشُكر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2016/10/11/291732.html