أبعاد الخفجى-سياسة:
ذكرت صحيفة موسكو تايمز الروسية الإثنين، أن برامج تلفزيون الدولة الروسى شنت حملة إعلامية شديدة الشراسة على السياسة الأمريكية فى سوريا وشرق أوروبا.
وكشفت الصحيفة- فى نشرتها الإلكترونية أنه فى الوقت الذى انخرط فيه المشاهدون الأمريكيون فى متابعة المناظرة الرئاسية بين المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، ومنافسها الجمهورى دونالد ترامب، أمس وجهت فيه البرامج الحوارية الروسية الإدانات وكالت الاتهامات لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف استهل الحملة العنيفة المناهضة للولايات المتحدة على برنامج “فيسكريسنوى فيرميا” على القناة الأولى الروسية متهما الولايات المتحدة بتهديد أمن روسيا القومى.
وقال لافروف أن “الرهاب المرضى من روسيا” أصبح الآن يحتل مكانة مركزية فى قلب السياسة الخارجية الأمريكية، موضحا أن “الأمر لم يعد مجرد حرب كلامية بل عدوانا يهدد أمن روسيا”، وتابع “أن العقوبات التى فرضت على روسيا بعد ضم القرم دليل على هذه التصرفات العدائية“.
واتهم لافروف، بعض الزعماء الأجانب بتعمد إهانة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قائلا “بعض العواصم الغربية لا يمكنها بناء علاقة دبلوماسية بدون إهانات صبيانية ونوبات غضب“.
وواصل برنامج فيستى نيديلى- الشهير فى روسيا- الهجوم الذى بدأه لافروف معلنا أن “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة اتخذت منحى سيئا طال انتظاره“.
وأكدت الصحيفة أن مقدم البرنامج، ديمترى كيسيليوف، وجه انتقادا لاذعا لدور الولايات المتحدة فى الصراع السورى، قائلا “إن واشنطن تجاهلت القانون الدولي“.
وكانت وزارة الدفاع الروسية هددت الخميس الماضى بإسقاط الطائرات الأمريكية إذا أطلقت حملة ضد الأسد.. وتختلف واشنطن وموسكو بشأن كيفية التعامل مع الحرب السورية الحالية واصطدمتا بشأن مستقبل الرئيس السورى، بشار الأسد وبشأن أى من الجماعات المسلحة ينبغى تصنيفها كإرهابية.
وتحدث الإعلامى الروسى كيسليوف عن قرار موسكو تعليق اتفاقية للتخلص من الأسلحة النووية، التى وقعت مع واشنطن عام 2000، وينص الاتفاق- الذى دخل حيز التنفيذ عام 2010 على أن ينزع كل طرف 34 طنا متريا من البلوتونيوم المستخدم فى صناعة الأسلحة سنويا.
وقال الكرملين أن الاتفاق علق يوم 3 أكتوبر بسبب تصرفات الولايات المتحدة غير الصديقة التى تشكل تهديدا استراتيجيا للاستقرار.
وقال كيسليوف “لقد اتفقنا مع الأمريكيين على تدمير البلوتونيوم بطريقة محددة لقد بنينا حتى المنشأة الخاصة لهذا الهدف ثم رفض الأمريكيون فجأة”، وتابع متسائلا “ترى من فى الحقيقة الذى أنهى هذا الاتفاق أولا؟” وأضاف أن قرار تعليق الاتفاقية “إنذار أخير” للرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورسالة بأن روسيا ما زالت قادرة على تحويل الولايات المتحدة إلى حطاما مشعا متفحما.
واستمر الهجوم على برنامج حوارى آخر يدعى “مساء الأحد مع فلاديمير سولوفيوف” واستضاف البرنامج النائبة المحافظة فى حزب روسيا المتحدة، إيرينا ياروفايا، التى قالت “إن موسكو وواشنطن لديهما وجهات نظر متضاربة فيما يتعلق بالقضايا السياسية العالمية“.
وأوضحت ياروفايا ” لكل من الولايات المتحدة وروسيا أهداف خاصة .. أن عرضت روسيا المساواة والتكافؤ سترغب الولايات المتحدة فى فرض هيمنتها فارضة نفسها زعيمة منفردة على شؤون العالم الجغرافية والسياسية الحديثة“.
ووافقها مقدم البرنامج سولوفيوف قائلا “إن واشنطن وبروكسل يحضران لعقوبات جديدة ضد روسيا ليس فقط لما يرونه فشلا فى الالتزام ببنود اتفاقيات مينسك ولكن بسبب الحرب فى سوريا .. فماذا نحن فاعلون مع هؤلاء الأشرار؟“.
يذكر أن 90% من الروس يعتمدون على التلفزيون كوسيلة رئيسة للأخبار وفقا لاستطلاع للرأى لمركز ليفادا المستقل عام 2013.