في السابق كانت محلات العطارة تتصدر التحذيرات من بيع الوهم على مرضى يتعلقون بقشة للتشافي ومن مهووسين بالتجميل وراغبي النحافة والتسمين ، وتحرك نحوها المجتمع في وعي وتم كشف كثير من تلك الخزعبلات مسنودة بتدخل لوزارة الصحة والتجارة والبلدية في حرب لا هوادة فيها نحو حماية المجتمع من تلك الدكاكين ، الإ أنه برز على السطح الأن دكاكين أخرى لبيع الوهم الفكري من خلال إنتشار الشهادات الوهمية للدكتوراة ووهم لقب سفير نوايا حسنة وسفير للأخلاق وغيرها من خزعبلات تم توريدها للمجتمع وللأسف يتم التعاطي معها ونشر تلك الالقاب في الاعلام بكل سهولة ويتقبلها المجتمع في لحظة من لحظات التيه الفكري والثقافي وحتى الديني ويجب علينا التعمق في حديث الرسول صل الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا) الذي ينهى عن المكر والخداع وهذا الهدي النبوي يجب أن ينعكس علينا كمجتمع يبحث عن النهضة والتطور والمعرفة واللحاق بركب الأمم المتقدمة ، وللأسف الان تلك الدكاكين تنوعت في التلبيس على الناس فتم إدراج (مدرب معتمد) كنوع من التغيير والتنويع لمحدودي الفكر والقدرات كي يمارسون فيه لعب أدوار جديدة في المجتمع بالفهلوة وملء (البايو) الشخصي لهم في وسائل التواصل كنوع من البرستيج والقفز نحو مفهوم (الرزق يحب الخفية) والذي يمثل خطر محدق بالمجتمع من هذه الشهادات والسكوت عنها ومثلما حدثت كوارث في المستشفيات والبنايات من الشهادات الوهمية وبدات الأجهزة بالمراجعة لتلك الشهادات وإتخاذ إجراءات رادعة نحتاج لتحرك في المجتمع والوقوف في وجه هذا الجهل العضال الذي يهدد سلامة المجتمع الفكريه ويساهم في نشر الجهل والدجل ونتمنى تحرك الأجهزة المختصة والاعلام نحو فتح ملف تلك الدورات لمدربي القدرات والمحفزين الذين يمارسون هذا الدجل في معاهد وقاعات مختلفة لصنع وتعليب الوهم وتوزيعة كمنتج شهادات تعكس لنا فضاعة هذا الأمر حتى إن المبتدئين منهم استغلوا حتى المقاهي للبدء في تجربة ممارسة هذه الأدوار دون وجود تنظيم وفحص لتلك الشهادات ودون وجود اذن لتنظيم مثل هذه الدورات والتي أشبه ماتكون بتنويم مغناطيسي للمجتمع ستكون له أثار سلبية على العلم والمعرفة والثقافة العامة للمجتمع.