أبعاد الخفجى-اقتصاد:
فند عدد من الاقتصاديين الإشاعات الاقتصادية المضللة على شاكلة إشاعة فصل الريال عن الدولار، أو إعادة تقييمه مستبعدين حصول ذلك في ظل التأكيدات المستمرة من مؤسسة النقد السعودي والمسؤولين بعدم حصول التغيير، وأكدوا على خطورة مثل تلك الشائعات وأنها تتسبب في كثير من الأحيان بخسائر جمة للاقتصاد الوطني، داعين إلى تصنيفها جرائم يعاقب مطلقوها ومروجوها.
وقال مازن بن تركي السديري رئيس قسم الأبحاث في شركة الاستثمار إن تلك الشائعة أطلقت خلال فترة ظهور عجز عند انخفاض النفط إلى 27 دولارا بناء على تقارير مصرفية قديمة ونفتها مؤسسة النقد آنذاك، وتكررت الشائعة حالياً مع المؤسسة وتكرر نفي المؤسسة لها في ظل وجود تقارير مصرفية معتبرة تؤكد قوة المملكة وسلامة ارتباط عملتها بالدولار وتشرح سلبيات فك الارتباط الاقتصادية والسياسية، مشيراً إلى أنه إجراء سيؤدي إلى رفع نسب التضخم في ظل ما تتمتع به المملكة من ثبات اقتصادي يفصح عنه تعادل الناتج المحلي مع احتياطاتنا النقدية، كما أنه إجراء لا يخدم اقتصادا يناهز حجم صادراته من النفط والمعادن 98% من مجمل الصادرات.
وشدد مازن السديري على أهمية التصدي لمثل تلك الشائعات، وقال مع أن مؤسسة النقد زادت في نشاطها التوعوي هذا العام إلا أننا نتمنى بأن يكون لها مؤتمر صحفي دوري أسوة بكثير من البنوك المركزية إضافة إلى تعيين متحدث رسمي، ونتمنى أن يكون هناك تجريم من الجهات ذات العلاقة لمثيري الشائعات التي ينتج عنها خسائر بالمليارات لمؤسسة النقد والاقتصاد الوطني، وأن يعاقب متداولوها في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات البث المتعددة.
بدوره قال الدكتور محمد بن علي القري عضو الهيئة الشرعية لمؤشر دوجونز للأسهم الإسلامية وعضو الهيئة الشرعية لعدد من البنوك والمؤسسات المالية، إن تجريم مطلقي الإشاعات الذين يقصدون الإضرار بالغير مهم ومطلوب ويجب أن يعي الناس أهمية استقصاء المعلومة ومصدرها ومطلوب من الجهات الرسمية زيادة العمل التوعوي وتبيان خطورة مثل هذه النوعية من الإشاعات سواء على الأفراد أو المجتمعات.
وقال الدكتور القري تعليقاً على إشاعات سابقة كإشاعة فك ارتباط الريال بالدولار وإشاعة مكائن الخياطة إن الضرر منها يحصل على الأفراد بجعلهم يتخذون قرارت خاطئة ولذا فمن المهم تنبيه العموم لعدم تداول مثل هذه النوعية من الإشاعات ومعاقبة من يقوم بذلك.
كما أكد سمير عابد شيخ الأمين العام للاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية السابق بأن خطورة مثل هذه الإشاعات على شاكل إشاعة فصل الريال عن الدولار كبيرة على الأفراد وعلى الاقتصاد الوطني فهي تنقل صورة مخالفة للواقع وتظهر الاقتصاد الوطني في صورة مغايرة عن حقيقت ولذا من الضروري أن تعمل الجهات ذات العلاقة على تكثيف الجوانب التوعوية للعموم فالشفافية مطلوبة على المستوى المحلي والتصريح الدوري لوسائل الإعلام المحلية لا يقل أهمية عن إعطاء التصريحات والتقارير لوسائل إعلام عالمية فكلما كان هناك نوع من التعتيم على المعلومة الصحيحة محلياً كلما وجدت الإشاعة بيئة خصبة ومناسبة للانتشار.
وتابع سمير شيخ إن وضع الاقتصاد الوطني قوي جداً بوجود مؤسسة نقد قوية قوى ومستويات ديون متدنية مقارنة بمستويات غيرنا من الدول ويكفي مثالاً على ذلك حالة الترقب والتنافس التي يعيشها المنتظرون للسندات السعودية التي ستطرح، وينبغي أن يعي المجتمع تلك الحقائق بكل شفافية ومن مصادرها الرسمية بشكل دوري حتى لا تجد الإشاعة طريقها إليه.