أبعاد الخفجى-محليات:
بين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. خالد الغامدي، أن من أعظم صور الإعراض عن سنة المصطفى الابتداع في الدين وإحداث عبادات وطرائق في السلوك وتهذيب النفوس والتزكية لم يكن عليها الأمر الأول العتيق الذي كان عليه النبي وصحابته رضي الله عنهم الذين هم المقياس الصحيح للاتباع من عدمه.
وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة: إن الابتداع والإحداث في العبادات والسلوك من أشنع صور الإعراض عن هدي النبي بأنه لم يؤد رسالة ربه كاملة غير منقوصة ولم يبلغ دينه كما أمره الله فيأتي أولئك القوم فيستدركوك على أقوال النبي وأفعاله ويشرعون للناس ما لم يأذن به الله ورسوله.
وأضاف: إن من صور الاستهانة والاستخفاف بالشريعة ومقام النبوة عدم تعظيم وتقديس الشعائر الزمانية والمكانية التي أمر الله تعالى بتعظيمها، وحث النبي على حبها وإجلالها، ومن ذلك شهر الله المحرّم ومكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة وبيت المقدس الشريف، وهي من أعظم شعائر الدين ومقدسات المسلمين المباركة التي باركها الله تعالى وقدسها والتي كانت منذ القدم شوكةً وغصة وغيظاً للأعداء.
وتابع د. الغامدي: من أراد الفلاح والسعادة فليعتصم بالوحي الإلهي من الكتاب والسنة، فكما أن القرآن وحي فالسنة كذلك وحي، وهي مبينة وشارحة ومفصلة لأحكام القرآن ومعانية. بدوره، ندد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالله البعيجان استهداف الحوثي لمكة المكرمة أقدس بقاع الأرض قائلاً: البراء البراء يا عباد الله تنديداً واستنكاراً وشجباً لكل المحاولات اليائسة والاعتداءات البائسة على مكة المكرمة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعيا المسلمين أن يتحدوا على من يريد الإساءة إليها، وأن ينتفضوا وتهتز مشاعرهم وأن يثبوا وثبة واحدة إذا ما حاول أحد استباحة حماها وحلة حرمتها واعتدى عليها.
وأضاف في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي: إن الله حرّم مكة حرمة أبدية وعظم جرم المعتدي عليها بنص الكتاب، وأن من خصوصية حرم مكة أنه يعاقب المرء على الإرادة القلبية للشر فيه إذا كان عازماً عليه وإن لم يفعله، ولما هم أصحاب الفيل بتخريب البيت أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول.
وتابع الشيخ البعيجان: لقد كرم الله مكة واختارها وأقسم بها، وحرمها وجعلها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومنسكهم ومأوى أفئدتهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها ولم يستطع أن يكتم حبها في نفسه بل أفصح وصرح ولم يكتف بذلك بل أقسم وأكد ولم يتمالك مشاعره ففاضت دموعه فقال وعبراته تتكفكف: “والله إنك لأحب البقاع إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”.