سألتُ ساهراً عن أخيه ماهر: (أينَ أخوكَ ماهر؟) في مقال الأسبوع الماضي، ولكن البعض أبى إلا أن يعيدني إليه مرة أخرى – ربما هو تقدير منهم له باعتباره الأخ الأكبر أو عتباً عليه – ونحن مجتمع يوقر الكبير – ولله الحمد – ويجله ويعرف قدره وأهميته، ويحمله فوق طاقته في كثير من الأحيان، ولكن ساهراً أشغل الناس – كما أشغل المتنبي أهل عصره، ومن جاء بعدهم – فساهر ينام ملء جفونه قرير العين، ويتركهم يسهرون ويكابدون مشقة التفكير، ويعانون مرارة التوقعات والتخمينات والظنون!
أعني بالبعض – مجموعة من القراء – ممن علقوا على المقال في الموقع الإليكتروني للشرق أو في غيره من المواقع أو أرسلوا لي عبر وسائل الاتصال الأخرى، ولعلي أعرض بعضاً من تلك الآراء على ما في بعضها من مبالغة.
فأحدهم يقول: إننا نحتاج إلى عائلة ساهر كاملة بكل القطاعات على غرار ماهر الشاطر، لكن يعيب تخطيطنا عدم وجود طريقة صحيحة وعملية واحترافية لوضع الخطط والأنظمة التي تكون مفيدة قبل تجربتها، وحتى لا تكون اقتراحاتنا كلها تجارب من الممكن أن تضر أكثر مما تنفع!
ويقول آخر بعد تلخيص ما كتب: أن كل الدول التي لديها أنظمة مرور حقيقية وفعّالة تستخدم أجهزة لرصد السرعة، لكنها لم تتجاوز وتهمل الأنظمة والمخالفات الأخرى التي لا تقل أهمية؛ لتركز فقط على نظام ضبط مخالفات السرعة – كما هو حاصل لدينا – حيث أصبح أداة تحصيل، ويضيف أن المرور نسي حزام الأمان، ولم يعد يعترف به، ولا بإشارات الانعطاف، ولا الإشارات المنبهة الأخرى، ولا يعترف بضرورة الالتزام بمسارات الطريق، واحترام ضوابط الانتقال من مسار إلى آخر، وهي مخالفات تتـسبب في معظم الحوادث، ولا يعرف أو يهتم بالمسافة الآمنة التي يجب أن تكون بين مركبة وأخرى بحسب السرعة – خاصة في الطرق السريعة – ولا يعرف أهمية الحد الأدنى للسرعة، ولا يحاسب من يسلك المسار الأيسر – وهو يسير ببطء أو يلتفت إلى أطفاله في الخلف – ويعطل حركة المرور وانسيابيتها أو يتسبب في حادث! وأن المرور لا يزال يمنح رخص القيادة بطرق بدائية لا تؤهل من يحملها للقيادة، ويتهم المرور بأنه لا يعرف تنظيم القيادة والوقوف داخل الأحياء التي باتت مستباحة من بعض المخالفين، وأن المرور لا يعترف بالإشارات المرورية غير الضوئية التي تم توزيعها عشوائياً في مختلف الأحياء والتقاطعات – رغم أنها كلفت ملايين كثيرة – ولا يعتمد عليها في تقييم الحوادث وتحديد المخطئ، ويستمر في سرد ملاحظاته أن المرور لا يفقهه ولا يعرف من نظامه إلا قطع الإشارة، والسرعة الزائدة، والتهور، والوقوف المزدوج، وتظليل الزجاج ولا شيء غيرها، ويختم قوله إن جهاز المرور ونظامه وأفراده بحاجه إلى من يعلمهم ما هو المرور!
ويقول آخر: الحقيقة أن نظام ساهر برنامج طموح ومتميز، وأنه يؤتي أكله – ولو بشكل بطيء – فتغيير الثقافات يحتاج إلى وقت وإقناع، إلا أنه يعيب عليه مضاعفة المخالفة في حال عدم التسديد خلال شهر، وكأنه وضع لاستنزاف الجيوب وأكل أموال الناس بالباطل، ويرى أن المرور قادر على فرض هيبته!
ويقول آخر: إن الوضوح مطلوب، ويجب ألا يختبئ ساهر ليقتنص العابرين على حين غرة، فما المانع أن توضع كاميرات في أماكن واضحة، وتوضع لوحات تنبيه وإرشاد كبيرة، فالدولة قادرة أن تغطي الطرق بما يضمن سلامة الأرواح من أخطار السرعة الزائدة؛ لإن كثيراً من الناس بات ينظر إلى ساهر باعتباره وسيلة لسلب أموالهم!
قرأت تغريدة لأستاذ جامعي يقول فيها: «نُصبت كاميرتان لـ»ساهر» في طريق الأمير سلمان المتجه إلى المطار، فرحم الله امرءاً أعان على النشر، وأسهم في مكافحة الفقر! للتحذير والتدوير!».
ويعلق عليه آخر: «مع أني – والله – لا أتعمد السرعة والتزم التزاماً مطلقاً بقوانين وأنظمة وأدبيات وتعليمات السير، إلا أن ساهر أصبح شريكاً لي في رزقي «.
ويرد ثالث فيقول: «هذا – يالغالي – يعتبر الولد الذي لم تفكر بإنجابه «!
همسة: إن مثل هذه التعليقات مع ما يحمله بعضها من التجني والمبالغة أو عتب المحب تؤكد أننا بحاجة لتطبيق نظام المرور – وهو نظام مروري راق – تطبيقاً حقيقياً جاداً، وإيصاله كمفهوم سلوكي لجميع شرائح المجتمع، والتوعية الحقيقية بأهميته واحترامه، وتطبيقه بحزم من قبل رجال المرور عبر وسائل أكثر دقة، وأن توفر له الإمكانات المادية والبشرية؛ ليتم تفعيله بما يكفل سلامة المجتمع من معارك الإسفلت الدامية.
عبدالله مهدي الشمري
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
يتيم الامه
05/27/2013 في 12:28 ص[3] رابط التعليق
مع ساهر ومؤيد له واطالب بزيادة المخالفات لكون نحن لا نطبق النظام الا اذا صار فيها دفع فلوس للاسف نفسنا وانفس غيرنا لا يهم يمشي طبلونه وساهر ولازال فيه من يفحط ويسرع يا ريتهم يصادرو السيارات وعلى طول لسابك على المكبس
مشاري اليامي
05/27/2013 في 1:16 م[3] رابط التعليق
ساهر الفاخر الماهر الشاطر
هذا النظام هو اللي جعل اللي غير محترم وغير نظامي يكون محترم ونظامي
يتقيد بالأنظمه والدليل أن الدراسه الأخيره تقول أن ساهر خفض الحوادث في الرياض 67%
وبالشرقيه خلال أشهر 35%
وأتمنى من مرور الخفجي أن يعجل بتركيبه عندنا
نبي نفتك من السرعه والحوادث اللي يسببها الأطفال وأيضاً قطع الأشاره والتجاوز من اليمين
أنا ما يقهرني اللي اللي جاي يمشي طبلونه وشاب الليت ويبي يطوف من يمين
ولما تشوف السايق وإلا هو طوله شبرين ما تشوف إلا راسه
احمد
05/27/2013 في 1:47 م[3] رابط التعليق
الله يسعدك كاتبنا
بس انا ازعل اذا واحد تكلم على ساهر
ترى اللي يكرهون ساهر هم اهل الفوضى والسرعه
اما العقال يبونه اليوم قبل بكره
يا خوي نبي نمشي بالشارع واحنا نستمتع بالقياده
ترى هالمبزره جابو لنا السكر والضغط بدري والله صدق موب مزح ولا تعليق
سامي الحمد
06/11/2013 في 1:46 م[3] رابط التعليق
انا مالومهم اذا تضايقو من ساهر لآنهم ليس معتادين على النظام المرور والتقيد
بتعليماته اللهم اخذ بالاعتبارا استنزاف الاموال فقط اعجبني ساهر ماعنده واسطه
—
الشق الثاني–
حول الحصول على الرخصه ل ناس لايجيدون القياده–
هذا واقع لآن نظام المرور اصبح عقيم رغم تطوره السريع بالخدمات بالفتره الاخيره
ولكن العله تكمن بمدارس تعليم قيادة السيارات المشرف عليها ادارات المرور يجب
مدارس تعليم قيادة السيارات هي البوابه الاولى للانطلاقه وهنا تحتاج تلك المدارس
الى تعليم اذ لم يكن تقفيل
نحن نتكلم عن المرور عامة وليس بحدود منطقه معينه
قبل الانتقاد للمرور كم اود من المثقفين علميا ومروريا ارى اقتراحاتهم التي تحد من الحوادث
وكافة المخالفات نعرف ننتقد ولكن لانعرف نوجد حلول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا لك اخي الكاتب حقا انتقيت موضوع هام ورائع جدا
لاهنت
عبدآلمحسن
06/22/2013 في 11:56 م[3] رابط التعليق
سلمت يداك وقلمك ياخ عبدالله واطروحاتك دوما متميزه ونيره من خلالها يجد القارئ عقليه يقف حائرا فى الثناء والمديح لها
وتعليقا على ماذكره بعض الاخوه هنا بين مؤيد ومعارض فى انا امسك العصاء من النص مؤيد لـ ساهر ولكن معارض للمخالفه كيف لمخالفه ان تنمو نمو الاطفال وتكون كاحل على ركبتي المواطن يعجز من الوقف امامها هنا اعتراضي بعض المواطنين مدخوله بسيط يذهب راتبه على ساهر وينتفخ بطن ساهر هذا الماهر فى سلب اموال البسطاء من دون رحمه بهم اتمنى بيوم ان اجد هذا الامر متهالك ويضعون بدلا منه عقوبه مقنعه رادعه غير مذله
غير معروف
07/10/2013 في 6:39 م[3] رابط التعليق
ويقول آخر: إن الوضوح مطلوب، ويجب ألا يختبئ ساهر ليقتنص العابرين على حين غرة، فما المانع أن توضع كاميرات في أماكن واضحة، وتوضع لوحات تنبيه وإرشاد كبيرة، فالدولة قادرة أن تغطي الطرق بما يضمن سلامة الأرواح من أخطار السرعة الزائدة؛ لإن كثيراً من الناس بات ينظر إلى ساهر باعتباره وسيلة لسلب أموالهم!
أختصار الموضوع…. مع انني لا املك اي مخالفات ولله الحمد ولكن هو كذلك بالطريقة التقليدية المقيتة التي تحصل الان ….وشكرا