أبعاد الخفجى-محليات:
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد أن تحقيق الوحدة يسير لتوافر أسباب الاجتماع، وسهولة إزالة الموانع، وبخاصة في هذا الظرف الذي تكشف فيه مكر الأعداء، ووضحت فيهم توجهاتُهم، وتوظيفُهم لخلافات الأمة، والنفخُ فيها، وتوسيعُ الهوة والفرقة والتناحر، حتى أسالوا الدماء، وفرقوا الديار، ومزقوا المجتمعات.
وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة، إن الذي يظن أن الأعداء يريدون نصر طرف على طرف من المتقاتلين من المسلمين فعليه مراجعة فقهه في الدين، ورأيه في السياسة، وموقفه من الأعداء، مبيناً أن أهل الإسلام كلَّهم مستهدفون، ولا يستثنى من ذلك أحد، عبر استمرار العدو، وسعيه الحثيث، وإصراره على التجزئات المذهبية، والتمزيق الطائفي، ووالله لن يبقوا على أحد، حتى يضربون الأمة بعضها ببعض.
ودعا ابن حميد إلى وحدة إسلامية تصغر أمامها الأحقاد، والثارات، والأطماع، والرايات، والعنصريات، والمذهبيات، ويجتمع الجميع تحت لواء لا إله الا الله محمد رسول الله، والله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وحدة دينية ثقافية اجتماعية تجتمع على حب هذا الدين والتمسك به، وإعزازه، ورفع منار الإسلام، والتعامل الحق مع أهل القبلة هو السبيل لوحدة الأمة، تعامل يقوم على قواعد الشريعة وأصولها المستمدة من نصوص الوحيين، ونهج السلف الصالح.
بدوره، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم من منازعة ولاة الأمر والخروج عليهم، مشدداً على أنه فساد عظيم، داعياً إلى اجتماع الكلمة والتآلف بين القلوب وإصلاح ذات البين كونها من أعظم مقاصد الإسلام.
وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: إن الخروج على الأئمة وولاة الأمر ومنازعة الأمر أهله فساد عظيم، وأهل العلم قدوة في المجتمعات وهم أولى الناس في ائتلاف قلوبهم واجتماع كلمتهم والاختلاف بينهم داع لعدم القبول منهم، وكما نهى الإسلام عن التفرق في أمور الدين نهاهم عن التفرق في أمور الدنيا فالاجتماع على الطعام يورث البركة والتفرق يذهبها، وتفرق الرفقة في السفر من سبيل الشيطان، وفي علاقة أفراد المجتمع مع بعضهم نهى عن التهاجر والقطيعة بين المسلمين، ونهى عن العصبية ودعاوى الجاهلية.
وتابع إمام المسجد النبوي: إذا نشأ الخلاف عن هوى وتعصب أو بغي وتقليد أو حمية وتحزب فهو سبيل للفرقة ويجب البعد عنه، فالتنافس على الدنيا سبب للعداوة والبغضاء، وإذا تفرق الناس شيعاً وأحزاباً تمكن الشيطان منهم، وإذا وقع الاختلاف فسد دين أهله وحرموا بركة الأخذ من الكتاب والسنة وغلبت الأهواء وذهب سلطان العلم والهدى وبالفرقة اختلاف القلوب وانقطاع أواصر الأخوة، وما تفرق قوم إلا هانوا وضعفوا، مبيناً أن من أعظم مقاصد الإسلام جمع كلمة أهله والتأليف بين قلوبهم وإصلاح ذات بينهم ولا صلاح للخلق إلا باجتماعهم على الحق والدين.