أبعاد الخفجى-سياسة:
نقلت وسائل إعلام تركية رسمية عن الجيش التركي قوله أمس الأحد إن متشددي تنظيم داعش أطلقوا صاروخا في شمال سورية تسبب في ظهور أعراض تشير إلى التعرض إلى “غاز كيماوي” على 22 مقاتلا من المعارضة السورية.
واستهدف الهجوم مقاتلي المعارضة الذين يحاصرون مدينة الباب الخاضعة لسيطرة داعش منذ أيام، ومدينة الباب هدف أساسي في عملية (درع الفرات) التي تهدف إلى طرد المتشددين من الجانب السوري على الحدود مع تركيا.
ووفقا لما نقلته وكالة أنباء الأناضول الرسمية وقع الهجوم الصاروخي في منطقة الخليلية. ولم يحدد الجيش أين وقع الهجوم.
وقالت تقارير إعلامية نقلا عن بيان صادر عن الجيش “لوحظت أعراض للتعرض لغاز كيماوي على 22 مقاتلا في أعينهم وأجسادهم نتيجة لصاروخ أطلقه داعش” مستخدما اسما شائعا للتنظيم.
وذكرت صحيفة حريت على موقعها على الإنترنت أن مقاتلي المعارضة نقلوا إلى مستشفى في إقليم كلس الحدودي التركي للاشتباه في تسممهم بالكيماويات بعد أن عانوا من إعياء مستمر وصداع حاد.
وقالت وسائل إعلام أخرى إن فرق الإغاثة التابعة لهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية أجرت عدة اختبارات على مقاتلي المعارضة المصابين بحثا عن آثار مواد كيماوية.
وقال الجيش إن المقاتلات التركية دمرت أربعة أهداف لداعش في منطقة أنيفاه قرب الباب خلال الأربع العشرين ساعة الماضية وإن مقاتلا من المعارضة السورية قتل وأصيب 14 آخرون في اشتباكات.
وفي يوم الخميس قتل ثلاثة جنود أتراك في ضربة جوية في سورية قال الجيش إنه يعتقد أن القوات الجوية السورية شنتها. ووقعت الضربة في الذكرى الأولى لإسقاط تركيا لمقاتلة روسية فوق سورية مما أثار مخاوف من تصعيد في الصراع.
وبعد الضربة الجوية قالت وكالة دوجان التركية الخاصة للأنباء السبت إن تركيا نشرت أنظمة دفاع جوي تستهدف الطائرات منخفضة الارتفاع بصواريخ ستينجر في إقليم غازي عنتاب قرب حدودها مع سورية.
وناقش الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الضربة الجوية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة. وقالت مصادر في مكتب إردوغان إنهما تحدثا مجددا في وقت متأخر من مساء السبت عن “سورية والجهود المبذولة لحل المأساة الإنسانية في حلب”.
من جهة آخرى، أدى عمليات القصف العنيف والحصار الخانق التي تفرضها قوات نظام الأسد وطائراته الحربية إلى نزوح جميع الأهالي من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة حلب السورية.
وأشارت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية إلى استمرار معاناة المئات من عوائل مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين في حلب الذين نزحوا عن مخيمهم منذ 1300 يوماً وذلك بسبب القصف والحصار الذي تفرضه قوات الأسد والمليشيات المسلحة على المخيم.
وتشير التقديرات في مخيم حندرات بحلب إلى أن أكثر من 70% من مبانيه مدمرة تدميراً كاملاً وجزئياً بسبب استهدافه من قبل قوات الأسد بالصورايخ والبراميل المتفجرة.
وطالبت مجموعة العمل من وسائل الاعلام العربية والدولية بتسليط الضوء على المأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون في سورية بسبب تصاعد عمليات القصف والحصار التي تتعرض لها المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
وناشدت المجموعة منظمات حقوق الإنسان واللجان الأممية بالتدخل لوضع حد لعمليات القتل والتدمير الممنهج التي تمارسها قوات الأسد في سورية.
وتمكنت قوات النظام السبت من السيطرة بالكامل على حي مساكن هنانو الاستراتيجي، بعد اسبوع من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المعارضة.
واستأنفت قوات النظام في 15 نوفمبر حملة عسكرية ضد الاحياء الشرقية في مدينة حلب، بهدف استعادة السيطرة عليها.
ودفعت الاشتباكات العنيفة في الايام الاخيرة عشرات من العائلات الى النزوح من مناطق الاشتباك الى احياء اخرى تحت سيطرة المعارضة. وتمكنت خمس عائلات على الاقل من الوصول الى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب.
ويعيش اكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية في ظل ظروف معيشية صعبة. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في يوليو الماضي.
وتخوض قوات النظام الاحد معارك عنيفة على اطراف حيي الصاخور والحيدرية المتاخمين لمساكن هنانو، وفق المرصد السوري.
وتترافق المعارك مع قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام على مناطق الاشتباك واحياء عدة في شرق المدينة، واحصى المرصد مقتل 18 مدنيا على الاقل في الاحياء الشرقية السبت جراء القصف والغارات.
ويتيح تقدم قوات النظام من مساكن هنانو الى حي الصاخور الذي بات وفق المرصد “تحت مرمى نيرانها باعتباره منطقة منخفضة، فصل الاحياء الشرقية الى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي”.
وبحسب عبد الرحمن، “تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور عن مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف” كيلومتر.
ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ”معركة تحديد مصير”، ومن شأن نتائجها أن تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أوقعت أكثر من 300 الف قتيل.