أبعاد الخفجى-سياسة:
تقترب قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على حي الشعار الاستراتيجي في شرق حلب حيث تتراجع الفصائل المعارضة تدريجيا، في وقت يتبادل الروس والاميركيون الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل الى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة.
وبعد ثلاثة اسابيع من بدئها هجوماً لاستعادة السيطرة على كامل الاحياء الشرقية في مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة، تخوض قوات النظام معارك عنيفة ضد المعارضة في حي الشعار الذي سيطرت على أجزاء منه، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان “حي الشعار يعد الحي السكني الاهم في وسط القسم الشرقي من حلب”، مضيفاً “من الواضح انه سيسقط قريباً بعد سيطرة قوات النظام وحلفائها على اجزاء واسعة منه”.
وأكد فصيلان مقاتلان على الأقل في شرق حلب أمس الاثنين عزمهما على قتال “الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم” ورفضهما اي اقتراح لإخراج المقاتلين من المدينة.
وجاء موقفهما هذا بعد ساعات من اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين عن محادثات قريبة مع الاميركيين لبحث اخراج الفصائل المقاتلة من حلب. وكانت هذه المحادثات مقررة اليوم او غداً، لكن تم إلغاؤها على ما يبدو على خلفية التباين في وجهات النظر بين الجانبين.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء الولايات المتحدة بالمماطلة في بحث مسألة خروج مقاتلي المعارضة.
وقال في مؤتمر صحافي مع الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن يغلاند “لقد فهمنا انه من المتعذر اجراء مناقشة جدية مع شركائنا الاميركيين”، متهما واشنطن بالغاء محادثات حول سورية بين خبراء روس واميركيين كانت مقررة غداً الاربعاء، بحسب قوله.
واتهمت واشنطن موسكو بمحاولة “كسب الوقت”. وأكدت نائبة المندوبة الاميركية في الامم المتحدة ميشال سيسون عدم وجود “أي اختراق” في المحادثات بين الطرفين.
واتهمت موسكو بأنها “تريد الاحتفاظ بمكاسبها العسكرية”، مضيفة “لن نسمح لروسيا بخداع المجلس”.
وجاءت مواقف سيسون خلال جلسة عقدها مجلس الامن الاثنين في نيويورك مارست خلالها كل من روسيا والصين حق الفيتو على مشروع قرار نص على هدنة في حلب لسبعة ايام.
واكد النظام السوري الثلاثاء “رفض اي محاولة من اي جهة كانت لوقف اطلاق النار شرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع (الارهابيين) منها”.
ودفعت المعارك في حلب اكثر من خمسين الف مدني، وفق المرصد السوري الى الفرار الى احياء اخرى في المدينة.
وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل 341 مدنياً بينهم 44 طفلاً جراء قصف قوات النظام على شرق حلب.
وتحتفظ الفصائل المقاتلة بسيطرتها على محافظة ادلب (شمال غرب) حيث أحصى المرصد مقتل 85 مدنياً بينهم 18 طفلاً منذ السبت، غالبيتهم جراء غارات روسية.