أبعاد الخفجى-سياسة:
دعت الفصائل المعارضة في مدينة حلب أمس الأربعاء إلى إعلان “هدنة إنسانية فورية” من خمسة أيام في شرق المدينة، حيث حققت قوات النظام تقدما سريعا، على أن يجري خلالها إجلاء المدنيين الراغبين إلى ريف حلب الشمالي، وفق ما أعلنت في بيان صادر عنها.
واقترحت الفصائل في بيانها مبادرة من أربعة بنود “لأنهاء معاناة” المدنيين، ينص أبرزها على “اعلان هدنة انسانية فورية لمدة خمسة ايام” يتم خلالها “اخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ500 حالة تحت رعاية الامم المتحدة”.
وتنص المبادرة ايضا على “اخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي حيث ان محافظة ادلب (شمال غرب) لم تعد منطقة آمنة بسبب قصف الروس والنظام للمدن والقرى فيها، كما انها لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخليا”، وفق البيان.
وقال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي ان “كافة الفصائل المقاتلة في حلب موافقة على هذه المبادرة”.
ولم تتطرق المبادرة إلى مصير المقاتلين لكنها نصت في بندها الرابع على انه “عندما يتم تخفيف وطآة الحالة الانسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الاطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة”.
وحققت قوات النظام اثر هجوم بدأته منتصف الشهر الماضي تقدما ميدانيا سريعا في شرق حلب على حساب الفصائل التي تراجعت إلى الجزء الجنوبي.
ويأتي اعلان الفصائل عن هذه المبادرة بعد رفضها قبل يومين اي اقتراح لإخراج مقاتليها من شرق حلب، بعد اعلان موسكو عن محادثات كان من المقرر ان تجري الثلاثاء او الاربعاء مع واشنطن لبحث اليات خروج المقاتلين من شرق حلب.
وشكلت محافظة ادلب التي تتعرض في الايام الاخيرة لغارات عنيفة معظمها روسية، وجهة مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الذين تم اخلاؤهم من مدن عدة بموجب اتفاقات سابقة بين الفصائل والنظام السوري.
ولا يعرف عدد المقاتلين الموجودين حاليا في شرق حلب. وقبل بدء الهجوم الاخير لقوات النظام منتصف الشهر الماضي، كانت الامم المتحدة تقدر وجود ثمانية الاف مقاتل في شرق حلب. وتحدث المرصد عن 15 الفا، بينهم نحو 900 مقاتل من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
من جهته، قال الكرملين اليوم الأربعاء إن اتفاقا أمريكيا روسيا محتملا للسماح لمقاتلي المعارضة السورية بالخروج من مدينة حلب سالمين ما زال مطروحا لكن لن تجرى محادثات بين البلدين الآن.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف إن الخبراء الروس والأمريكيين ما زالوا على تواصل بشأن سورية لكنه ليس على علم بالتخطيط لأي محادثات على مستوى أعلى. وقال “بالنسبة لخروج المقاتلين…هناك اقتراح للخروج وخضع الموضوع للنقاش في وقت سابق والمسألة (ما زالت) مطروحة”. وأضاف بيسكوف “للأسف لم يغادر سوى عدد قليل للغاية وما زال
من جانبه، اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا بعرقلة مساعي الامم المتحدة حول سورية بعد استخدامها مع بكين حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى اعلان هدنة من سبعة ايام في مدينة حلب.
وقال هولاند في بيان “هذه العرقلة المنهجية التي تمارسها روسيا تتماشى مع منطق التدمير الذي يتبعه نظام بشار الاسد والذي يمس بالسكان المدنيين العزل”.
سيطرت قوات النظام السوري على كامل أحياء حلب القديمة التي كان يتواجد فيها مقاتلو المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.
واستخدمت الصين وروسيا الاثنين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون في مجلس الامن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة ايام في حلب، وذلك للمرة السادسة منذ بدء النزاع في مارس 2011 بالنسبة لروسيا والخامسة بالنسبة للصين.
ويتوجه هولاند الجمعة إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تشارك في المتوسط في الحملة ضد تنظيم داعش في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.