أبعاد الخفجى-محليات:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه ، وقال في خطبة اليوم الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة أن العمل التطوعي في هذة الآونة حيث بدأت من أفضل الظواهر الإنسانية العظيمة ، فقد بلغت في ديار غير المسلمين مبلغا عظيمة محاط بالدقة والإتقان والتفاني وروح الرجل الواحد ، في حين أنه ليستوقف المسلم المراقب فيقارن بين العمل التطوعي في الغرب وما وصل إليه وبين العمل التطوعي في بلاد الإسلام وما يعانيه من نقص في المفهوم الحقيقي له والإعداد المتقن ونسبة التأخر والتراجع عما هو عليه المفهوم عند الآخرين ، فإن من المؤسف جدا أن تكون جملة من النماذج للعمل التطوعي في المجتمعات المسلمة تقدم لهم على صورة إنه عمل إجباري أو واجب لا يمكن التراجع عنه قبل أن يسبق ذلكم تهيئات نفسية ودينية وإجتماعية لفهم هذا العمل الجليل إذ لا يمكن أن يدرك طلاب المدارس أو الجامعات معنى العمل التطوعي ، مثلا حينما يزج بهم في واد أو حي أو طريق ليقوموا بتنظيفه كعملا تطوعيا بقالب إجباري لإنه أمر من المدرسة أو الجامعة أو المعهد أو ما شابه دون أن يسبق ذلكم المقدمة الأساس لإذكاء هذا العمل الشريف وأن يسبق ذلكم عنصر التخلية والتصفية كشوائب المنن التي إعتاد عليها المجتمع في حياته مقابل كل عمل يكون ، وهذا يتعارض مع العمل التطوعي من بدايته .
وأضاف فضيلته أن العمل التطوعي يتطلب قدرة فائقة على العطاء دون منة أو ترقب أجرة ، بل إن مبعثه الحب والعطف والإحسان الذي لا يكترث بما هية الرد وإنما يحرص على رضا الضمير وخلوه من التقصير والخذلان إتجاه مجتمعه وراحته وسعادته تكمن في رسم إبتسامة على محيا مسكين أو سماع تمتمات بالدعاء على لسان ملهوف مكروب ولا يمكن لنا أن نتصور حبا بلا عطاء ولا أن نتصور عطاءا بلا حب ، كما إنه لا يكون مكتملا ناجحا دون أن يكون عملا مدروسا منظما يعمه الفهم والإدراك بالدوافع والمهارات والمقومات الشخصية أو المباديء المعرفة بالعمل التطوعي ونبله وأثره على المجتمع المكون منا جميعا .
وبين فضيلته أن المجتمع الناجح الكريم البار هو من لا ينتظر أحدا يقول له أعطني لأن يده تسبق سمعه وفعله يغني عن قوله ، وما أحوجنا جميعا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الحروب والكروب التي طالت نيرانها إخوة لنا في الدين سقوفهم قد وكفت وجدرانهم قد نزت لا تكاد تمنع عنهم بردا ولا بلدا كما هو مشاهد في أقطار كثيرة من بلاد المسلمين مما يستدعي شحذ الهمم وإذكاء العمل التطوعي بكل وجوهه وصوره وعلى رأسها شريان الحياة الذي هو المال .
ودعا فضيلته لنصرة إخواننا المسلمين وبني ملتنا ولنشمر عن سواعد الجد والبذل والتضحيات فإن النعم لا تدوم وإن مع اليوم غدا وإن بعد الحياة موت وإن بعد الموت حسابا وإعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجر عظيم .