أبعاد الخفجى-سياسة:
حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من تراجع المجتمع الدولي عن المرجعيات الثلاث للحل السياسي في اليمن وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن الدولي. وقال هادي في كلمة له خلال اجتماع ضم قيادة السلطة المحلية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في حضرموت “ان التراجع عن المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن او تجاوزها او الانتقاص منها او الالتفاف عليها لن يقود الا الى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني ولن يكون الإقليم والعالم في منأى عن تداعياتها. واضاف في رسالة الى المجتمع الدولي “ومن هذا المنطلق فلن نسمح مطلقا بتجاوز تلك المرجعيات او الانتقاص منها وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه وما تخالف وتعارض معها فلن نقبله مطلقا وابدا ومهما كلف الامر.”
وعبر هادي عن تطلعه الى ان تقوم الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بـ”إتمام دورهم والعمل بشكل جدي في تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي للعودة الى المسار السياسي لاستكمال محطاته بعد انهاء الانقلاب وما ترتب عليه. واضاف: “نستغرب ويستغرب أبناء شعبنا اليمني الصابر والمرابط والمكافح شبابا وشيوخا رجالا ونساء ما يسوق له ويطرحه وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية (كيري) من أفكار ومقترحات لتنفيذ وعوده للحوثيين في عمان، مما جعل تلك الميشيات تتطاول وتتهرب من الخضوع للحل والسلام، بل وتتمادى في تصعيدها وعدوانها واستهتارها بالشعب اليمني وزيادة معاناته.”
وقال: “وفي ذات الوقت نؤكد مجددا للعالم اجمع اننا نبحث بكل قوة عن السلام بل نحن اهله لأننا باختصار لسنا معتدين ولا انقلابين ولا ارهابيين، ولكننا لا نريد سلاما زائفا “مغشوشا “مهترئا، لا نريد سلاما ناقصا ومشوها”، بل نريد سلاما عادلا وناجزا، سلاما” ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلاما لا يحمل بذور تجديد الصراع وتوتير المنطقة وخنق الشعب اليمني، نريد سلاما لا يحيد عن مرجعياتنا الثابتة، نريد سلاما” يعيد تألقنا اليمني الذي جسدناه في مؤتمر الحوار الوطني، نريد سلاما يحترم تضحيات شعبنا وصبره وحلمه العريض وروحه المتسامحة التي حاولوا الانقضاض عليها فكان الشعب لهم بالمرصاد، نريد سلاما ينتصر للشهداء والجرحى والضعفاء واليتامى والارامل، نريد سلاما ينتصر للمؤسسات والموظفين والمرتبات والمساجد والمدارس والطرقات، لا نريد سلاما على حساب أرواح الاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى ومئات الاف من النازحين، بل نريد السلام المنصف لهذا الشعب، نحن الشعب وهو اليوم نقاوم ومعنا الشرفاء في كل مكان من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال من اجل عزتنا وكرامتنا، من اجل أحلام شعبنا في العدالة والمساواة والشراكة.”
وفي رسالته الموجهة الى التحالف العربي الأصيل بقيادة المملكة العربية السعودية، قال هادي “الى التحالف العربي النبيل شركاء الانتصار، شركاء الدم والعرض، شركاء عاصفة الحزم وإعادة الامل، الذين انتصروا لعروبتهم واهلهم في اليمن وانقذوا اليمن من حرب أهلية طويلة المدى، الى الذين امتزجت دمائهم بدماء شعبنا على تراب ارضنا الطاهرة، الى الذين نغصوا على ايران مشروعها في المنطقة، نقدم لكم نيابة عن الشعب اليمني كل الشكر والعرفان، ونحن اليوم على اعتاب الانتصار الكبير ان شاء الله نطلب تكثيف الدعم حتى نستكمل مشوارنا في الانتصار الكامل لكافة المحافظات ونصل الى بر الأمان، حتى نمضي بعد ذلك في ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني من خلال إقرار الدستور الجديد والاستفتاء عليه وتأسيس الدولة الاتحادية واجراء الانتخابات الرئاسية والاتحادية”.
ووجه رساله ثالثة الى ابناء الشعب اليمني قال فيها: “سننتصر قريبا بإذن الله، ولن تستمر معاناتكم، ولن يطول صبركم، ولن تمرر المؤامرات ضد شعبنا، لقد رفضتم سابقا كل المؤمرات وخرائط الأوهام التي تؤسس لدمار اكبر وصراع دموي اعنف، لقد عاهدت أبناء شعبنا سابقا واليوم اجدد عهدي لهم من المكلا، من على تراب ارضنا الطاهرة، اننا لن نفرط في دماء الشهداء الاحرار ولن نسلم اليمن لإيران وادواتها ولن نسمح للطائفين والتكفيرين والإرهابيين العبث بحاضر ومستقبل شعبنا اليمني، ستبقى احلامكم هي احلامنا وسيبقى صمودكم وثباتكم هو مددنا، سنعمل معا ونبني بلدنا الاتحادية خطوة بخطوة حتى نراها واقعا نعيشه، فلا يمكن ان نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه التضحيات، شعبنا يستحق ان يعيش في عزة وكرامة ورخاء، الى كافة قيادات جيشنا الوطني وقيادات السلطات المحلية والفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الاجتماعية والعلماء ورجال الاعلام تحية لكم جميعا على صمودكم وصبركم، تحية لكم على مواقفكم الشجاعة والصادقة.”
اما رسالته الرابعة فكانت لابناء حضرموت والتي قال انها عانت كثيرا من التهميش واضاف: “أقول لكم لقد حان الوقت لإنصاف حضرموت وان تأخذ مكانها الطبيعي والريادي في اطار الدولة الاتحادية، وأقول لكم اليوم لن يكون مثل الامس ابدا، وغدا لن يكون كاليوم، والعجلة لن تعود للوراء، ولا يمكن العودة للمركزية القاتلة والمستبدة والظالمة، ولدي ثقة ان يكون إقليم حضرموت بمحافظاته الأربع نموذجا” لباقي الأقاليم، علينا الانطلاق نحو البناء والتنمية، ولقد كنت في اجتماع يوم امس هنا ومعي رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء والمسئولين وقيادة محافظة حضرموت والمكتب التنفيذي للمحافظة، ناقشنا مجمل الأوضاع في المحافظة، وجهنا الحكومة بحل كثير من المشكلات ابتداء من الكهرباء التي سيتم تدشينها وكذلك الطرقات المستعجلة والضرورية والمياه وانشاء كلية الشرطة وتقوية شبكة الاتصالات وهيئة مستشفى سيئون ودعم مركز السرطان وتفعيل القضاء والنيابات واقسام الشرطة، ومنع الاعتقالات الا بمسوغات قانونية، وفتح فرع مصلحة الهجرة والجوازات، وسنوجه بترومسيلة للتخطيط لانشاء وحدة لإنتاج الغاز المنزلي في حقول الشركة لتغطية متطلبات المواطنين بالمحافظة وباقي المحافظات، وكذلك وجهنا الحكومة والسلطة المحلية التنسيق لتدشين العمل في مطار الريان عاجلا بالتنسيق مع التحالف، والاهتمام بحضرموت ساحلها وواديها، ليس الساحل على حساب الوادي بل الكل ينبغي ان تنهض، واذا كنا في الفترة الماضية نتيجة للظروف الاستثنائية تغاضينا عن بعض التجاوزات هنا او هناك فلا يمكن ان نسمح باستمرارها او تجاوز الصلاحيات والاختصاصات، لابد ان نحافظ على العمل المؤسسي والهيكلي والانضباط الوظيفي، والالتزام بالنظام والقانون، كما هو عهدنا بحضرموت وأهلها، حضرموت لا يمكن ان تكون شخص او اشخاص، حضرموت ليست فقيرة من الرجال والكفاءات في كل المجالات، لقد وعدتكم بتخصيص نسبة من عائدات النفط لتنمية حضرموت وها نحن نفعل ذلك وسيبقى هذا الامر ويثبت حتى تدور عجلة التنمية ويلمس أبناء الشعب خيرات ارضهم، كما انني أوجه الحكومة ليس فقط ضبط وتحسين الخدمات والامن بل بالانتصار في كل الميادين، ومن ذلك إدارة خطط واضحة ودقيقة لإعادة الاعمار والتنمية وتنشيط الحركة الاقتصادية والإسراع في اعداد مشاريع أنظمة وقوانين اليمن الاتحادي حتى يبدء اليمنيون في التنافس الجاد في تطوير اقاليمهم ليبرهنوا لأنفسهم ومن حولهم والعالم انهم اقدر على البناء لا الهدم وعلى التنمية من التدمير وعلى التطور من العودة للكهوف.