أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالله البعيجان من اليأس والإرجاف كونهما من أشد أسلحة الحرب والمكيدة التي يدسها العدو في صفوف الأمة, داعياً إلى بث الطمأنينة والبشرى وبعث الأمل في القلوب مهما اشتد الكرب, وعدم الاغترار بهيمنة قوى الباطل.
وقال في خطبة الجمعة: إن الامتحان والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون “هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم”, ومقتضى من مقتضيات حكمة الله عز وجل في الصراع بين الحق والباطل للتمييز بين الصادقين والكاذبين, وهو تمحيص واختبار لمدى قوة ورسوخ الإيمان واليقين, وتصفية للمندسين في صفوف المؤمنين, ومنهج تربوي ينقذ الله به من كتب له حظاً من الهداية فيستيقظ من غفلته, وفي خضم الابتلاءات والامتحانات قد يعظم الخطب ويشتد الكرب ويتأخر الفرج حتى تخيم ظنون اليأس والقنوط, وهنا يتحتم اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وحسن الظن به فعنده من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا.
وتابع: إن بث الطمأنينة والبشرى وبعث الأمل في القلوب ساعة القلق منهج قرآني وهدي نبوي قال الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام أمام طغيان فرعون: “لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى”, وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهما في الغار: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما, “لا تحزن إن الله معنا”), كما استشهد بقصتي بدر والأحزاب وما أصاب المسلمين فيهما من شدة وكرب انتهت بالغلبة والنصر.
وأضاف: مهما تقلبت الأسباب وتغيرت الأحوال وتبدلت فإن المسلمين في خير دائم والعاقبة للمتقين, قال صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”, فاتقوا الله في نفوسكم واحذروا اليأس والإرجاف بأمتكم فإنه سلاح حرب ومكيدة عدو يدسها في صفوفكم, وابشروا وأملوا وثقوا بالله فأنتم الأعلون، قال تعالى: “ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون”, ولا يغرنكم هيمنة قوى الباطل فإن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون.