أبعاد الخفجى-اقتصاد:
لفتت “قافلة “سابك للعلوم” نظر عدد من ضيوف “مهرجان الزيتون العاشر” في منطقة الجوف؛ التي فتحت أبوابها للزائرين والزائرات والأطفال يوم الأربعاء 25 يناير الماضي في منطقة الجوف، واستمرت حتى 3 فبراير الجاري. حيث استوقفهم محتوى القافلة وما يتم تقديمه فيها من قيمة علمية ومعرفية تتجاوز الجانب الترفيهي إلى إضفاء بعد إثرائي عبر تجربة مميزة يعيشها الأطفال مع أسرهم.
الدكتور محمود الدعاس، الأكاديمي والخبير في مجال التثقيف الصحي، كان أحد زوار القافلة في يومها الثاني، حيث أبدى إعجابه بهذا النشاط الذي وصفه بأنه نموذج جديد على مستوى ما يقدم في مناسبات جماهيرية واجتماعية، وأضاف: “رغم أنني في زيارة لمنطقة الجوف، إلا أن “قافلة “سابك للعلوم” قد شدتني منذ الوهلة الأولى، هذه الفعالية التي تنشئ للأطفال، دفعتني للاستماع إلى شرح عنها زادني إعجاباً بهذه المبادرة الطيبة؛ التي أتمنى أن تكون نواة للآخرين ليحذوا حذوها في المستقبل القريب”.
ويواصل الدعاس حديثه عن “قافلة “سابك للعلوم”، واصفاً الأطفال بأنهم زهرة المستقبل وجنوده والمشيدون الحقيقيون له، معلقاً: “من خلال ماتقدمه القافلة من معلومات وخبرات وتجارب، فهي تقوم بنشر الوعي لهؤلاء الصغار الذين سيتولون نشر هذا الوعي في المستقبل والعمل به، هذه المبادرة تؤكد لنا بشكل لايدع مجالاً للشك.. أننا اذا أحسنّا صنع هذا النشء، فنحن نحسن صنع بلدنا ومجتمعنا ومستقبلنا كاملاً”.
كما ثمن الدعاس رعاية “سابك” الذهبية ومشاركتها في الموسم العاشر من مهرجان الزيتون، مشيراً إلى ارتباط المهرجان بثمرة ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وتعد غذاء وشفاء، وقد ثبتت فوائدها العلمية كما ثبتت قيمتها الدينية، مؤكداً أن المهرجان دليل على كرم هذا البلد، وطيبة أهله، وجودة نتاج أرضه، موضحاً أن المهرجان يعد أحد أفضل الفعاليات في المنطقة من حيث جمعه لكل ما هو ثقافي واجتماعي وبيئي وصحي.
وقد أشاد الأكاديمي الدعاس بنوعية برامج المسؤولية الاجتماعية التي تقدمها “سابك” في مختلف المحافل الاجتماعية، مضيفاً: “إن لم نصل إلى المجتمع فلن يصل إلينا، نحن من يجب أن نذهب إليهم حيث يوجدون، وأن نبحث عن المكان الذي نقدم فيه الخدمة والنصيحة والتجربة، أتمنى أن يستفيد الآخرون من هذه القافلة، وأن يكونوا مساهمين بنائين كما هي “سابك”.
وربما زيارة ترفيهية عائلية في نهاية الأسبوع يمكنها أن تكون كذلك سبباً لاكتشاف أفكار يمكن تطبيقها على الصعيد المهني، هذا ما حدث مع المعلم أحمد أبو زيد، عندما زار “مهرجان الزيتون” في الجوف برفقة أسرته، وقرر أن يتعرف على “قافلة “سابك للعلوم”، وحينها فقط أدرك أن الموضوع يحفل بأكثر من مجرد قضاء وقت ممتع.
جاء أبو زيد مع ابنتيه الشغوفتين بالعلم، واحتاج المتطوعون في فريق التنظيم دقائق معدودة قبل أن يدخلانهما إلى رحلة قافلة العلوم، فيما قرر والدهما أن يتصفح بعينيه أقسام هذه الفعالية، مؤجلاً بذلك تصفح مجموعة الكتب التي يحملها منذ دخوله، ومفضلاً أن يفكر بطريقة جديدة بعد أن أطمأن على ابنتيه.
“أريد لطلابي أن يعيشوا تجربة مماثلة!”، هذا أول ما قاله أبو زيد المعلم بمدرسة التلاحم في منطقة الجوف، مضيفاً “أنا أمام فكرة جميلة يتم تنظيمها بإتقان واضح، تفاعل الأطفال هنا يجعلني أتمنى أن تعمم هذه التجربة على مستوى أوسع، وأن تكون هناك اتفاقية بين “سابك” ومكاتب وإدارات التعليم؛ بحيث يستفاد من هذه القافلة في أكبر عدد من المدارس ليستفيد منها أكبر عدد من الطلاب”.
أبو زيد أكد أن المحتوى العلمي الذي تقدمه القافلة يختزل الكثير مما تحاول المناهج التعليمية أن تقوله، موضحاً “الجوانب التطبيقية أكثر تشويقاً وفائدة وتأثيراً على الطفل، حين يتم تجسيد المعلومة له ويراها بشكل عملي؛ فإنها لن تغيب عن ذاكرته، كما أن جميع النظريات التربوية في العالم تتجه الآن إلى فكرة التعليم بالترفيه؛ بهدف صنع ربط ذهني وفكري ونفسي لدى الطالب، وهذا ما يتم تطبيقه في القافلة”.
وختم المعلم أبو زيد حديثه بإبداء الإعجاب بما تقدمه “قافلة “سابك للعلوم” من تعريف بالعلماء العرب والمسلمين، وهو ما يجعل الطفل يفخر ويشعر كذلك بإمكانية أن ينجح يوماً في تحقيق إنجازات علمية على المستوى العالمي، ويضيف “هذا الإلهام يمثل دافعاً كبيراً للطفل، ومع الوقت ستكبر لديه الرغبة في الابتكار، مع القدرة على مواكبة واستثمار المعرفة التي يتيحها له عصر التقنية الحديثة”.
خرجت ابنتا الأستاذ أبو زيد وهما تحملان شهادتي إكمال الرحلة المعرفية في القافلة، وتخبره إحداهما أنها قررت أن تغير رغبتها لمهنة المستقبل من “طبيبة” إلى “مهندسة كيميائية”، فيما تقول الأخرى أنها ستتولى ترشيد الكهرباء في البيت، يبدو والدهما سعيداً ويجدد شكره إلى “سابك”، وقبل أن يغادر أخبرنا بأن أول شيء سيفعله هو تنسيق زيارة لمجموعة من طلابه إلى القافلة.