أبعاد الخفجى-سياسة:
أعربت دولة الإمارات عن قلقها إزاء تزايد أعمال التمييز والتعصب وكراهية الأجانب ، داعية مجلس حقوق الإنسان إلى العمل سويا لإتخاذ تدابير عاجلة وفعالة لمكافحة هذه الأعمال .
وقال معالي وزير الشؤون الخارجية لدولة الإمارات الدكتور أنور محمد قرقاش في كلمة بلاده أمام الدورة 34 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لقرار مجلس حقوق الإنسان 18/16 بشأن مكافحة التعصب والصور النمطية السلبية والوصم والتحريض علي العنف القائمين علي أساس الدين أو المعتقد.
وأضاف إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة صعبة ، تتزايد فيها مخاطر الجماعات المتطرفة والإرهابية بينما تبقي الحلول السياسية للأزمات بعيدة المنال ، مشيراً إلى أن إنتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي يرتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخري ترسم سورة قاتمة للشرق الأوسط .
وأوضح أن المنطقة تبدو محاصرة في حلقة مفرغة من الصراعات والمعاناة الإنسانية ، حيث تلقي أزمة اللاجئين أعباء ثقيلة على دول الجوار السوري وأوروبا ، وتمثل تحدياً خطيراً للإستقرار الداخلي لبعض البلدان مع نزوح مايقرب من 15 مليون سوريا وعراقيا ، ولجوء نحو 4.9 مليون سوري منذ بداية الأزمة .
ولفت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة إستضافت أكثر من مئة ألف سوري فروا من العنف وتعهدت بإستضافة 15 ألف لاجئ سوري إضافي ، وأن بلاده قد ساهمت بأكثر من 700 مليون دولار في الدعم الإنساني للشعب السوري ، مؤكداً أن بلاده تولي أهمية كبيرة للأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان في اليمن ، وإنهيار الأمن والإستقرار في اليمن في مواجهة عدوان ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الذين إستخدموا العنف للإطاحة بالحكومة اليمنية الشرعية ، وقاموا بإنتهاكات الحقوق الأساسية للشعب اليمني ، وأعتقلوا الآلاف ومارسوا التعذيب والقتل وحرموا الشعب اليمني من المساعدات الإنسانية.
وأكد أن إيران مكنت الميليشيات الحوثية على القيام بعدوانها عبر تمويلهم وإمدادهم بالأسلحة المتطورة ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، وقد أطلق الحوثيون هذه الصواريخ والقذائف علي المملكة العربية السعودية مما أسفر عن المزيد من الدمار والقتل.
وحذر قرقاش من أن التدخل الإيراني يطيل ويعمق الصراع في اليمن ، ويوفر البيئة التي ينشط فيها تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، مفيداً بأن بلاده تشارك في التحالف العربي لمساعدة اليمن على إستعادة الشرعية والقضاء علي الجماعات الإرهابية وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ، داعياً الأطراف اليمنية كافة للإلتزام بجدية العملية السياسية والعمل الجاد مع الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف .
وطالب الوزير قرقاش الأمم المتحدة بالإضطلاع بدورها في إنهاء الأزمات في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من البلاد المضطربة في المنطقة ، وبتنفيذ قرارات مجلس الأمن لمنع الدعم الإيراني للحوثيين ووقف إمدادهم بالسلاح ، كما طالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء الكارثة والمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني ، موضحاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بكل ما في وسعها للتخفيف من معاناة الشعب اليمني منذ أبريل 2015 ، وقدمت أكثر من 1.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية عبر منظمات الإغاثة الدولية .