أبعاد الخفجى-سياسة:
أفاد المنسق الإعلامى لدائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس فراس الدبس، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلى تطرد، منذ ساعات صباح اليوم الأحد، مُصلين من فئتى الفتيان والشبان، من المسجد الأقصى، فى الوقت الذى تحمى وتحرس فيه اقتحامات متتالية للمستوطنين للمسجد المبارك.
وكانت الاقتحامات بدأت منذ ساعات الصباح عبر مجموعات متتالية من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فى حين نفذ المستوطنون جولات مشبوهة واستفزازية فى أرجاء المسجد، وسط محاولات متكررة لتنفيذ حركات وطقوس تلمودية.
يذكر أن الأوقاف نشرت العشرات من حراس وسدنة “الاقصى” فى رحابه الطاهرة، والذين فرضوا رقابة صارمة على اقتحامات وجولات المستوطنين، فى حين صدحت حناجر مصلين بهتافات التكبير الاحتجاجية ضد اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك.
من ناحية أخرى أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلى اليوم الأحد، 23 مواطنا فلسطينيا من مدينة القدس المحتلة، لفترات متفاوتة، تتراوح بين 15 يوما، وحتى 6 أشهر، وذلك عقب الإفراج عنهم الليلة الماضية، وفجر اليوم الأحد.
كانت أجهزة الاحتلال قد شنت حملة اعتقالات واسعة فى صفوف المواطنين المقدسيين، بعد دهم منازلهم، والتى طالت 18 مواطنا- على الأقل- من مختلف المناطق فى القدس، خاصة فى البلدة القديمة، ومحيطها.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ أن قرارات الإبعاد الجماعية الأخيرة تضاف إلى قرارات مماثلة اتخذها الاحتلال فى نهاية الأسبوع الماضى، والتى طالت عددا من المواطنين والعاملين فى المسجد الأقصى، وذلك عشية احتفالات المستوطنين بما يسمى عيد “البيسح” العبرى، وإغلاق القدس أمام أبناء محافظات الضفة الغربية حتى السابع عشر من الشهر الجارى.
وأوضحت الوكالة أن هذا الإغلاق يهدف إلى التسهيل على المستوطنين لإقامة فعالياتهم الاستفزازية فى القدس القديمة، وباحة حائط البراق، والمشاركة الواسعة فى اقتحام الأقصى، ومحاولة أداء طقوس وشعائر تلمودية فى أرجائه.
كما أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلى 24 أمر اعتقال إداريا بحقّ عدد من الأسرى، لمدد تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد عدّة مرات، وذلك منذ بداية شهر أبريل الجارى.
وأوضح محامى نادى الأسير محمود الحلبى- فى تصريح اليوم الأحد، أن من بين الأوامر الصادرة عشرة أوامر صدرت بحقّ أسرى أمضوا شهورا وسنوات قيد الاعتقال الإدارى.
من جانبها قالت صحيفة “هآرتس” العبرية أنه تم يوم الأربعاء الماضى إخلاء 25 مواطنا فلسطينيا من العمارة التى يقيمون فيها فى حى سلوان فى القدس الشرقية، جراء تصدع جدرانها نتيجة لأعمال الحفريات الأثرية التى تقوم بها إسرائيل تحت المبنى.
وأعلنت البلدية عن المبنى كمبنى خطير ونقلت سكانه إلى أحد فنادق المدينة.. لكنه تم تبليغهم صباح الجمعة بأنه لا يمكنهم البقاء فى الفندق. وقال سليمان عوايدة الذى يقيم فى البناية أن “البيت تدمر ولا يمكن مواصلة العيش فيه. وليس لنا مكان نأوى إليه”.
وتقوم العمارة المؤلفة من ثلاثة طوابق، فى المنطقة التى تنفذ فيها سلطة الآثار وجمعية “إلعاد” الاستيطانية حفريات أثرية، فى الشارع الهيرودى المدرج. وقال أبناء العائلة التى تضم عددا كبيرا من الأطفال، إنهم لاحظوا بداية التصدع فى المنزل منذ ثلاث سنوات. وزار مهندسون المنزل عدة مرات، لكن العائلة واصلت العيش فيه. وفى الأيام الأخيرة اتسعت الشقوق فى عدة غرف واشتكى سكان العمارة من ارتعاد مصاطب وجدران بيوتهم.
وقال عوايدة: “طوال الوقت نسمع ضجيجا تحت المنزل فى النهار والليل، ولكن بدا وكأن البيت يتحرك”.
وقام السكان باستدعاء الشرطة، التى استدعت بدورها قسم المبانى الخطيرة فى البلدية، ولدى وصول مهندس البلدية أصدر قرارا يؤكد أن البيت خطير وأمر بإخلاء سكانه فورا، وقام قسم الرفاه بمساعدة العائلة على الانتقال إلى فندق، لكنه أبلغهم فى اليوم التالى بأنهم لا يستطيعون البقاء فى الفندق.
يشار إلى أن الفلسطينيين قدموا شكوى فى السابق بأن الحفريات تحت بيوتهم تسبب لها أضرار، إلا أن المحكمة العليا رفضت التماسا طالب بوقف الحفريات، بعد عدم تمكن السكان من إثبات العلاقة بين الحفريات ومشاكل بيوتهم.
وادعت سلطة الآثار عدم وجود صلة بين الحفريات وتصدع المنزل، وقالت أنه يبعد حوالى مئة متر عن مكان الحفريات. أما البلدية فاكتفت ببيان مقتضب سرد تفاصيل ما حدث من إرسال المهندس وحتى نقل السكان. وقالت أنه يجرى فحص سبب التصدع.