حذر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، من “حرب” تقنية لإسقاط القدوة، والنيل من القيم والمبادئ الإسلامية الراسخة.
وقال خلال محاضرته أمس الأول، التي نظمتها جامعة الملك عبدالعزيز، أنه ومع انتشار المواقع الإلكترونية أصبح لأرباب الفكر الضال بيئة لضخ سمومهم في أغلى ما تملك الأمم وهم الشباب وذلك بالترويج للغلو، والتضليل، والانحلال، والتغريب، والعولمة المفضوحة، وكل ما يهز ثوابت المجتمع، وهذه الشريحة هم أهل الباطل لأنهم قدوات سيئة ينبغي على المؤمن عموماً والشاب خصوصاً الابتعاد عنها.
وأشار إلى أن الانتماء للوطن هو أمر فطري، ويجب توعية الجيل الجديد باللحمة الوطنية، والمشاركة في الدفاع عن الوطن وأن يكونوا سداً منيعاً عن الفكر الضال، والفتن، وتفريق الصف، منوهاً بدور الأسرة في توجيه أبنائها وتنشئتهم النشأة الطيبة التي تعينهم على الخير، وتحببهم في فعل المعروف، والتنافس فيه.
وشدد على وجوب الالتزام بالمثل العليا المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، واتخاذ القرآن الكريم منهاجاً يسير عليه المرء في مختلف حياته، موجهاً بالأخذ بالعلوم الشرعية، وأخذ ما هو مفيد في مختلف التخصصات العلمية، والتطبيقية التي يتحقق معها تطور الوطن واستمرار حركة الرقي، والتنمية.
وشدد على مفهوم القدوة الحسنة والقيم والوسطية، وعدم الانسياق نحو الأهداف الهدامة التي تعصف بفكر الشباب، وتغير سلوكياته ، وتجعل منه لبنة غير فاعلة.
ووجه طلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز بالحفاظ على الوقت، فهو أغلى ما يملك الإنسان واستغلاله فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، موجهاً شكره للجامعة على إقامة مثل هذه المبادرات التي يتجسد معها مشروع “كيف نكون قدوة” الذي يعتبر من الوسائل النافعة في تحصين الشباب وحمايتهم من الانحراف والخروج عن نطاق القيم والمبادئ السامية.
واستطرد قائلاً: “إن للشباب مكانة، ومنزلة عالية فإنهم الروح المتوثبة والفكر المستنير، والعزيمة الصلبة، وإن من آثار القدوة في توجيه الشباب التمسك بالقرآن والسنة، وترسيخ العقيدة الصحيحة، والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق الوسطية والاعتدال، والتحلي بمكارم الأخلاق والاهتمام بالعلم، والمحافظة على البيت، والأسرة، والمحافظة على مكتسبات الوطن، والرجوع إلى العلماء الراسخين، والسعي في بناء الوطن وعمارته، وغيرها من الآثار”.
واختتم السديس محاضرته بذكر التوصيات، التي شملت احترام القادة والعلماء، وعمل موسوعة عن القيادات، وأفلاماً تحكي مسيرتهم، والاهتمام بالإعلام الجديد.
من جانبه، أوضح مدير جامعة الملك عبدالعزيز د. عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، أن من أعظم واجبات الجامعات، ومؤسسات التعليم أن تغرس في نفوس طلابها وطالباتها كل أنماط السلوك القويم والأخلاق الرفيعة وعمق الانتماء للوطن، وغيرها من أنواع السلوك الاجتماعي المتحضر ولا يكون ذلك إلا من خلال نماذج القدوة الحسنة.