المشاهد الرياضي بمختلف ميوله خلال المواسم الخمسة المنصرمة تحديدا يدرك أن التحكيم المحلي يرتكب أخطاء كارثية حتى أضحى الحلقة الأضعف والتأثير على النتائج في مباريات المصيرية خصوصا في موسمي 2014 و2015، والتي مهدت الطريق أمام بعض الفرق المتعطشة والغائبة عن تحقيق البطولات، فكان لها ما أرادت من خلال مواصلة بعض أنصارها على منابر الإعلام وفي المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي شن حملات مكثفة لترويج وتكرار الأسطوانة ومفاهيم مغلوطة عفا عليها الزمن بحجة استفادة فريق بعينه من التحكيم المحلي، من أجل التأثير على بعض الأطراف وادعاء “المظلومية” لتحقيق أهدافهم المكشوفة، وهو ما تحقق بعض منها للأسف؟؟. استمرار وقوع الكوارث التي يندى لها الجبين من الحكم المحلي لم تقف عند حد معين، زادت من حدة الاحتقان وتبادل الاتهامات، والتراشق الإعلامي الفاضح، فكان الهلال الأكثر تضررا وبالأدلة القاطعة فحرم من المنافسة على اللقب بداية من موسم 2013 وحتى الموسم المنصرم، وظل حتى الأمتار الأخيرة قريبا من اللقب قبل أن يخسره رغما عنه بأخطاء بدائية تتكرر لمصلحة فرق معينة، وبالصافرة ذاتها التي يدعون كذبا إنها الداعم له على مدار أعوام مضت، وفي الحقيقة أنهم الأكثر استفادة من التحكيم بشهادة الخبراء، وكل هذا كان يحدث أمام مرأى اللجنة السابقة والحالية والتي ظلت صامتة بعد أن سجلت فشلا ذريعا في إيقاف ما يحدث من مهازل تحكيمية متواصلة، فالنسخ الثلاث الأخيرة من الدوري كشفت بما لا يدع مجالا للشك “بكائيات” من كان يقف وراء “الأكذوبة”، وعلى الرغم من ذلك لم تفلح محاولات اتحاد الكرة السابق في إعادة الهيبة للمنافسات المحلية وتحقيق مبدأ العدالة، لإنجاح بطولاتها حتى بعد الاستعانة بمدير دائرة التحكيم السابق الانجليزي هاورد ويب الذي فضل الرحيل بعد فترة قصيرة، بعد أن صدم بمستوى التحكيم المحلي، ولم يكتف بذلك عندما كشف في أكثر من تصريح تأثير الحكم السعودي واهتزازه وضعف قراراته بتواجد بعض رؤساء الأندية على الدكة وداخل الملعب.
وأمام تلك المعطيات كانت إدارة الهلال حازمة في ذلك بالمحافظة على حقوق فريقها المكتسبة عندما فضلت وبشكل علني الاعتماد على الحكم الأجنبي، فجلبت طواقم أجنبية لأغلب مباريات الفريق بالدوري وعددها 14 مباراة من أصل 24 خاضها، ست منها على أرضه أمام الاتفاق والاتحاد والقادسية والخليج والفتح والأهلي كأكثر الفرق استفادة من قرار اتحاد الكرة، ولم تكتفِ بذلك عندما رحب بخوض ثماني مباريات خارج أرض بالحكم الأجنبي أمام القادسية والأهلي والنصر والاتفاق والفيصلي والاتحاد والرائد والشباب، ليكون الفريق الوحيد الأعلى قيادة الحكم الأجنبي لمبارياته، فكسب الجولة وحطم الأرقام القياسية في عدد مرات الفوز والاقل خسائر والأفضلية من الناحية التهديفية والدفاعية، فحقق مبتغاه بجدارة واستحقاق، وتواجد 32 طاقم تحكيم أجنبيا من مختلف الدول الأوروبية، باغلب المباريات الجماهيرية والحساسة في”دوري جميل” أعاد هيبة المنافسة الشريفة واسكت المشككين.