يستحيل أن يغيب اسم مدافع الهلال أسامة هوساوي، عن ذاكرة أكثر اللاعبين تأثيراً في الدفاع في تاريخ الكرة السعودية، حتى بعد أعوام من اعتزاله ملاعب كرة القدم، بعدما نجح في كتابة اسمه بحروف من ذهب، متسلحاً بالتفاني والإخلاص لكل الأندية، التي خاض تجاربه الأربعة بشعارها، وصولاً للمنتخب الذي يقبض فيه على مركزه، لأكثر من عشرة أعوام حتى مع تعاقب المدربين.
يمتلك الخبير والمدافع الفذ إمكانات عالية في الخطوط الخلفية، تمكنه من القبض على أخطر الهجمات، وإيقاف أفضل المهاجمين، بسرعة بديهته التي تمنح الهيبة لخط الدفاع، كصمام الأمان في خارطة الفريق، تميزه الانضباطية واللعب النظيف، هو أحد اللاعبين القلائل الذين يحضرون بأداء رائع طيلة الموسم، ثابتاعلى ذات المستوى، حريصاً على الحفاظ على موهبته خارج الملعب، ويظهر في الملعب كمدرب خفي متمرس يقود فريقه للانتصارات.
يثبت هوساوي في كل موسم على أنه مدافع من طراز نادر يصعب اختراقه، يقف سداً منيعاً امام الخصوم، وكشعلة تتوهج نشاطاً ذهنياً وبدنياً طيلة دقائق المواجهة، يمكنه ذلك من قيادة التنظيم الدفاعي، وقراءة تحركات المهاجمين، وبراعة التسليم والاستلام في وسط الملعب.
بدأ هوساوي خطواته الأولى في الوحدة عبر الفئات السنية، وتدرج حتى وصل إلى الفريق الأول، وكان مركزه لاعب محور دفاعي، حتى حوله المدرب الألماني ثيو بوكير إلى مركز قلب الدفاع، الذي تألق فيه في موسم 2006-2007 وحقق مع الوحدة المركز الثالث في الدوري السعودي، وجاء انضمامه إلى المنتخب السعودي أساسيا في كأس الخليج، ومن ثم في كأس آسيا 2007، انتقل إلى الهلال كأبرز التجارب في تاريخه، وحقق معه ست بطولات واستمر في صفوفه أربعة مواسم، وفي 2012 وقع عقداً مع أندرلخت البلجيكي وتجربته كانت بسيطة لم تحقق له نجاحاً خارج بلاده، إذ مكث في بلجيكا ستة أشهر، ثم قرر العودة ولكن بقميص الأهلي في نوفمبر 2012، وأمضى معه ثلاثة مواسم، ختمها بالمساهمة في تحقيق الأهلي كأس الملك والدوري الموسم الماضي وكأس السوبر مطلع الموسم، بحصد ألقاب الدوري وكأس الملك والسوبر، قبل أن يحزم حقائبه مجددا في ختام الموسم المنصرم للعودة إلى فريقه السابق الهلال، لتتزامن عودته وفِي أول موسم له بالقميص الأزرق، بتحقيق فريقه لقب “دوري جميل” هذا الموسم بعد غياب خمسة مواسم، ليبرز هوساوي من جديد كأكثر اللاعبين تأثيراً في خارطة بطل الدوري، ويضيف معها بطولته السابعة بالقميص الأزرق.