ابعاد الخفجى-سياسة:
حذر الجيش اللبناني من “مخططات” لاستدراج البلاد إلى حرب مع تزايد الأحداث الأمنية المرتبطة بالنزاع السوري في لبنان، مؤكدا أنه سيقابل “استعمال السلاح بالسلاح”. وقالت قيادة الجيش في بيان إنها “سعت في الأشهر الأخيرة إلى العمل بقوّة وحزم لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الإقليمية وانتقال الأحداث السورية إليه، لكن الأيام الأخيرة حملت إصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سورية”.
ودعت قيادة الجيش “المواطنين إلى التنبه لما يحاك من مخططات لإعادة لبنان إلى الوراء واستدراجه إلى حرب عبثية”. كما دعتهم إلى “أن يكون تعبيرهم عن آرائهم السياسية سواء بالنسبة إلى مجريات الأحداث في لبنان أو سورية، بالوسائل السلمية الديموقراطية التي لا تستفز أحدا، وإلى عدم الانجرار وراء مجموعات تريد استخدام العنف وسيلة لتحقيق أهدافها”. وتابع البيان أن “التدابير الأمنية” التي سيتخذها الجيش لمواجهة ذلك “ستكون حازمة”، وأن “استعمال السلاح سيقابل بالسلاح، ولن ندّخر جهداً لتجنيب الأبرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان”. ومنذ بدء النزاع لم يصدر الجيش اللبناني بيانا بمثل هذه القوة لجهة التحذير من تداعيات أحداث سورية. ويأتي هذا البيان غداة إطلاق نار على حاجز للجيش اللبناني في بلدة عرسال وقد رد الجيش على النار بالمثل، مما تسبب بمقتل مسلحين، أحدهما سوري.
إلى ذلك أعلنت النمسا أنها ستسحب جنودها من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة وهو ما يوجه ضربة إلى مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاما. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل والتزامها بحفظ السلام في الشرق الأوسط نأسف لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة”.
وفي المقابل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لأن ترسل قوات حفظ سلام إلى الجولان لتحل محل قوات النمسا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله “يمكن أن نحل محل القوات النمساوية المنسحبة في هذه المنطقة على الحدود بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري”.