احتلت خدمة ضيوف الرحمن حجاجا وعمارا وزوارا وإتاحة أداء المناسك والزيارة لأكبر عدد من المسلمين وتحقيق رسالة الإسلام العالمية مساحة كبرى وأولوية متقدمة ضمن البرامج الجديدة في رؤية 2030، مما يؤكد حرص القيادة -حفظها الله- على خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات وأن هذه الرسالة ستظل خالدة لبلادنا المباركة، تعتز وتفخر بها، وتعمل دائماً على تحقيقها، كل ذلك يعد بشرى عظيمة للمسلمين ورد للمناكفين والمشككين، بالإضافة إلى مواصلة السير في مشوار النماء المعرفي والثقافي والإصلاح الاقتصادي بخطى واسعة وسريعة.
وأكد المستشار في وكالة المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالواحد الحطاب أن الرؤية استندت وعززت الجهود الكبرى للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها فأعمال التوسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تجري على قدم وساق وكذلك استكمال شبكات قطار الحرمين والمشاعر المقدسة وكل ما يخص شبكة النقل من أجل تسهيل الوصول إلى البقاع المقدسة، مشيرا إلى أن عدد المعتمرين من خارج المملكة تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية حتى ناهز ثمانية ملايين معتمر، وأن من أبرز أهداف الرؤية إثراء رحلتهم الإيمانية وتجربتهم الثقافية والتوسع في إنشاء وتهيئة ما يعزز ذلك من متاحف ومواقع تاريخية وتراثية تجعلهم ينقلون الصورة الناصعة والجميلة لخير البقاع، إضافة إلى إسكان الحجيج والمعتمرين وتوفير الإدارة الأمنية الفاعلة والمنجزة للحفاظ على أمن المعتمرين والزوار والحجاج واستقرارهم في ظل تحديات الإرهاب وتسيس الشعائر من قبل بعض الدول والمنظمات المعادية.
وأضاف المملكة تدير أكبر مواسم العمرة والزيارة بأرقام مليونية على مدار أشهر العام، إضافة إلى حركة الحج المتضاعفة من مختلف بلدان العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية، إذ أنجزت حكومة المملكة لذلك أكبر توسعة شهدها الحرمان الشريفان في التاريخ الإسلامي، فيما جاءت أعمال العمارة والتوسعات والتطوير كخطوات هامة واستباقية لمواكبة الأعداد المتزايدة وضمن خطة لاستيعاب 30 مليون حاج ومعتمر في الأعوام المقبلة كما أكدت ذلك الرؤية المباركة.
ونوه الشيخ الحطاب بالصناعة “الخاصة بالحج والعمرة والزيارة” والتي اهتمت بها الرؤية، كونها تشهد بلا شك مرحلة بارزة من التطوير والتنظيم والتخطيط والتنمية الشاملة التي تجعل كل مواطن يفخر وبحق بما وصلت إليه بلادنا.
من جانبه، شدد الأكاديمي عبدالله الجميلي -عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية- على أن برنامج (خدمة ضيوف الرحمن) الذي جاء ضمن البرامج العشرة التي أطلقها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أمس الأول ضمن خطط وإستراتيجيات التحول الوطني، ورؤية الـسعودية 2030م؛ جاء مؤكداً على العمق الإسلامي للمملكة وتأكيداً على إحدى الـمُـسَـلّــمات التي قامت عليها منذ إنشائها، وهي أن (الإسلام) شِـرعة لها ومنهاجاً، وأن خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات رسالة خالدة، وواجـب تعتز وتفتخر به، وتعمل دائماً على تحقيقه.
وأضاف بأنّ البرنامج الذي حمل زيادة أعداد المعتمرين والحجاج جاء بُـشــرى للمسلمين الذين يتطلعون ويشتاقون لزيارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وفي الوقت نفسه أكد على حرص المملكة على تقديم المزيد من الخدمات النوعيّـة لضيوف الرحمن، وعلى تطويرها وتجويدها، وكذلك على قدرتها على مواجهة التحديات (الأمنية والتنظيمية والتنموية) التي تترتب على تلك الزيادات؛ هذا إذا عرفنا بأن الرؤية السعودية المستقبلية تتوقع وصول أعداد الحجاج والمعتمرين عام 2030م إلى 30 مليوناً في العام!
وأشار الجميلي إلى أن الإعلان عن برنامج (خدمة ضيوف الرحمن) أتى مؤكداً بوضوح على استعداد كافة المؤسسات الحكومية للتفاعل مع ذلك البرنامج الطموح، فيبقى دور القطاع الخاص الذي عليه أن يقوم بدوره في هذا الميدان، وأن تتعاون وتتكامل جهوده للتطبيق الناجح لما حمله البرنامج، مستثمراً كافة التقنيات الحديثة، والتسهيلات التي تبذلها الحكومة، ومستفيداً من أبناء الوطن بعد تدريبهم وتأهيلهم!
مؤكدا بأن إطلاق (برنامج خدمة ضيوف الرحمن) رسالة واضحة على مواصلة المملكة لمسارها ونهجها الدائم والثابت في (خدمة الإسلام وأهله)، وهذا فيه بُـرهان ورَدّ صريح على تلك الأصوات التي تحاول التشكيك في تلك الـمُـسَـلّـمَـة، ولذا فعلى وسائل إعلامنا المختلفة الإفادة من هذا البرنامج في الـردّ على أولئك المشككين وإظهار الحقائق لكافة المسلمين.
من جهته، أوضح الخبير والباحث الاقتصادي والتنموي منير بن محمد ناصر -رئيس غرفة المدينة المنورة- أن القيادة الرشيدة أدركت المزايا التي تتمتع بها المدينتان المقدستان ودورهما في تحقيق الرؤية باعتبارهما ضمن البرامج العشرة الجديدة التي أعلنها مجلس الشؤون الاقتصادية لتسريع قاطرة رؤية 2030م والتي جاء في مقدمتها برنامج خدمة ضيوف الرحمن وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة على أكمل وجه والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين وتحقيق رسالة الإسلام العالمية وتجهيز المواقع السياحية والثقافية وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وعكس الصورة المشرفة والحضارية للمملكة لخدمة الحرمين الشريفين حيث يمثل هذا البرنامج لبنة لتأكيد دور القطاعات المختلفة بما فيها الخاص فالمدينة المنورة ومكة المكرمة تمثلان ثقلا ثقافيا وتجاريا نظراً لوجود المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف اللذين يؤمهما ملايين الزائرين وخاصة في موسمي الحج والعمرة مما يشكل رواجاً معرفيا واقتصاديا هاماً ويخلق سوقاً ثقافيا واستهلاكيا كبيراً فالمنطقتان تشكلان تأثيرا في حركة النمو التنموي والمعرفي بأبعادهما، فالسياحة الدينية على وجه الخصوص تعكس صورة عن بلادنا وتعزز هوية القادمين إليها والذين يجدون فيها تأكيدا للهوية التي باتت مهددة في بعض الدول بحكم الصراعات المختلفة والصور الإعلامية المتناقلة.
وأضاف: لقد حظيت المدينتان المقدستان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بدعم واهتمام كبيرين، يتضح ذلك جلياً في جملة المشروعات التنموية والتي تتولد عنها فرصٌ استثماريةٌ واعدة أمام القطاع الخاص: تتمثل في مشروعات التوسعة، وتضم المدينة على سبيل المثال : مدينة المعرفة الاقتصادية ومشروع قطار الحرمين السريع ومشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي ومدينة استقبال وتوزيع الحجاج والمعتمرين (مشروع دار الهجرة)، مشيرا إلى أن القطاع الخاص سيعمل جنبا لجنب مع القطاعات الأخرى لتوجيه إمكاناته في تحقيق الرؤية الهادفة إلى رفع مساهمته في الناتج المحلي من 40% إلى 65%ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 20% إلى 35% لخدمة الوطن والمواطن.
التعليقات 1
1 pings
زائر
11/14/2018 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
اشكرك عزيزي الفاضل على ماكتبة اناملك الذهبية .