لعبت خبرة الثلاثي المهاجم ياسر القحطاني ولاعب الوسط محمد الشلهوب والمدافع أسامة هوساوي دورا كبيرا في حسم البطولة الـ56 بعيدا النواحي الفنية والتهيئة النفسية من الإدارة بصورة مثالية، وحرص الثلاثي قبل اللقاء إلى جدة وبعد الوصول إلى هناك على تخفيف عبء ضغط النهائي الكبير على اللاعبين الأقل خبرة والذين يتأثرون بالضغوطات الإعلامية والجماهيرية وأكدوا لهم أن من يرتدي شعار الهلال لابد أن يكون قد وصل إلى مستوى القدرة على مواجهة التحديات وتحمل الضغوطات كافة، والمحوا – وهذا لم يريدوا ايصاله للإعلام- أن الفريق الأزرق هو الأفضل والأقدر على حسب اللقب وأن العناصر الموجودة- وكان كلامهم موجهه لبقية عناصر الفريق تمثل صفوة النجوم ليس في الهلال انما في الملاعب السعودية وكان الأكثر ملاطفة وممازحة للاعبين هو الشلهوب الذي حاول قدر الأمكان أن لا يتسلل الخوف والقلق والضغط لهم، فيما كان ياسر يظهر شجاعة كبيرة على أن الهلال هو البطل وأنه لابد من العودة إلى الرياض بكأس الملك، اما هوساوي فكان يتحدث مع اللاعبين بعفويته وصلابته وعدم التأثر أو الضغط من اللقاء، وهذا منح البقية روحا كبيرة ومعنويات عالية وشعورا كبيرا بأن الهلال سيحسم اللقب.

المهاجم السوري عمر خربين كان الأكثر حماسا طوال الأيام التي سبقت المباراة، وعلى الرغم من تأكيداته على قوة الأهلي سواء شارك مواطنه المهاجم عمر السومة أو لم يشارك فهو عنيد وقادر على إحراج الهلال، وتشير المصادر إلى أنه مازح أكثر من لاعب بقوله (سأسجل) وسيفرح جمهور “الزعيم” عندما يلتقي كل مشجع فيؤكد أن الهلال هو البطل.

وبالمناسبة فموضوع انتقال من الظفرة الاماراتي إلى الهلال أصبح وشيكا بعد المفاوضات السرية التي جرت منذ نهاية “دوري جميل” بين شخصيات هلالية في الإدارة وأعضاء الشرف مع مسؤولي إدارة الظفرة وشرفيين كبار في النادي الاماراتي وربما يعلن عن نهايتها في الأيام القريبة المقبلة ولو تمت الصفقة فهناك من الهلاليين من يراها بطولة جديدة بعد المستويات الكبيرة والمميزة.

وكان لاعب الوسط البرازيلي مصدر فرح من خلال لغته العربية المكسرة، والتأكيد على أن المباراة وأن كانت تحمل اسم قائد البلاد وكل لاعب يفخر بالفوز بها إلا أنها عند الأندية الكبيرة لا تختلف عن أي مباراة أخرى وأي فريق يريدها لابد أن يكون واثقا من نفسه.

مدير الكرة واللاعب السابق الخلوق فهد المفرج كان يؤدي إدوارا مميزة مابين اللاعبين والجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني رامون دياز، تارة يشد من أزرهم ويدفعهم نحو العطاء، وتارة أخرى يرفع من قيمة الأهلي وأنه فريق لا يستهان به، وفي أكثر من مرة يثني داخل المعسكر على جهد المفرج وحرصه على ايجاد الاستقرار الذهني لدى عناصر الفريق.

وعلمت “الرياض” أن المفرج أصحاب القرار ردا ايجابيا للبقاء في منصبه الموسم المقبل بعد نيته ترك إدارة الكرة مع نهاية الموسم الحالي، ولكن المحاولات لاقناعه من رئيس النادي الأمير نواف بن سعد اثمرت عن الاستمرار عقب النجاحات التي تحققت مع الفريق، وكان نتاجها بطولتين، وسيجهز الترتيبات للمعسكر الخارجي منتصف شهر شوال المقبل بعد راحة الشهر التي ستمنح للاعبين بدءا من الخامس من رمضان المقبل عقب الفراغ من دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، فيما ستكون إجازة لاعبي المنتخب بعد الانتهاء من مواجهة استراليا منتصف شهر رمضان.

ويأتي قرار بقاء المفرج في منصبه لإيجاد أجواء الاستقرار في الفريق قبل بدء الموسم المقبل ويتوقع أن لا يجري أي تغييرات على جهازه الإداري المساعد.

فنيا كان دياز شبه صامت وهو يسدي تعليماته وتوجيهات خصوصا بعد وصول الفريق إلى جدة، وقبل ذلك اطلاعه على العديد من لقاءات الأهلي الذي حرص على مواجهته بتكتيك مقارب لتكتيك لقاء الدور الأول بين الفريقين في “دوري جميل”، ويومها تفوق الهلال بنتيجة 2-1، ويحرص الارجنتيني الملقب بـ”ملك الدوري” على التعامل وفق مصلحة الفريق سواء بصرامته أو التنازل عنها وقت الحاجة.

وتشير المصادر إلى أن الإدارة الزرقاء منحته حرية اختيار أي عنصر فني جديد في جهازه المساعد سواء أجنبي أو محلي

وعلى مستوى الفريق بشكل عام خصوصا الأيام الثلاثة التي سبقت المواجهة كان التركيز عاليا والروح لا مثيل لها، والتناغم حاضرا، والكل يؤكد ان البطولة لا يمكن أن تتحق مالم تتضافر الجهود ويكون الجميع من لاعبين وجهازين فني وإداري كتلة واحدة.

الوفاء الأزرق يتجدد

يحسب لرئيس الهلال الأمير نواف بن سعد الموقف الرائع تجاه الرمز الرياضي الكبير ورئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد عقب النهائي الكبير إذ توجه مباشره إلى منزل الأمير بندر في جدة وقدم له الكأس عرفانا وتقديرا له على وقفاته ولأنه الرجل الذي يستحق اللقب الغالي، فضلا عن كون هذه المبادرة تعتبر عرفا أزرق لدى مختلف الأجيال الهلالية عند الاحتفال بالبطولات كرمزية للتكاتف بين رجال النادي “الملكي” ورد الجميل على دعمهم لناديهم في المواقف الصعبة والأزمات والوقوف صفا واحدا لاستمرار الكيان قويا، حتى وصل ببطولاته إلى 56 بطولة للفريق الأول لكرة القدم فقط غير الذي حققته الألعاب الأخرى والفئات السنية الكروية، وهذا سر من اسرار “الزعيم الملكي”، ولعل من شاهد صورة زيارة رئيس الهلال لبندر بن محمد يجزم أن الإنجازات والانتصارات الزرقاء لن تتوقف وستستمر اعواما مقبلة.