تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود “حفظه الله”، وفخامة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أبرمت شركة “سابك” وشركة “إكسون موبيل” الأميركية ظهر أمس في الرياض، اتفاقية الدراسة التفصيلية لإقامة مجمع مشترك للبتروكيماويات في مدينة “سان باتريشيا” بولاية تكساس الأميركية.

وجاء توقيع الاتفاقية، التي تساهم في تنفيذ “رؤية السعودية 2030م”، ضمن مراسم حفل توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، في ظل سعي البلدين لتحقيق مزيد من التعاون المشترك بينهما.

ووقع الاتفاقية، يوسف بن عبدالله البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة “سابك” الرئيس التنفيذي، والسيد فيليب دوكوم، كبير المسؤولين التنفيذيين رئيس شركة “إكسون موبيل العربية السعودية”.

وتجدر الإشارة إلى أن أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة ونظيرتها الأميركية تعتزمان إقامة مجمع مشترك للبتروكيماويات، بما يسهم في دفع عجلة التطور الصناعي في البلدين، ويفسح المجال أمام توسيع قاعدة التعاون التكاملي بين البلدين بشكل عام.

من جانبه رفع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس مجلس إدارة “سابك”: شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتفضله أيده الله، بإتاحة الفرصة لـ “سابك” ونظيرتها “إكسون موبيل” لتوقيع هذه الاتفاقية الهامة في هذا المحفل الكبير، وبين سموه “أن الاتفاقية تأتي في إطار “رؤية السعودية 2030م”، مما سيهيئ الفرصة لفتح آفاق واسعة للتعاون بين “سابك” و”إكسون موبيل”، وسيكون المستقبل بمشيئة الله تعالى واعداً بمزيد من فرص التعاون لتحقيق رؤى القيادتين في المملكة وأميركا”. وأكد سموه أن “سابك” وفقاً لرؤيتها 2025م، لن تتوانى عن اقتناص الفرص الاستثمارية المجدية في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبحت بفضل الله تحتل الريادة العالمية في قطاع الصناعات البتروكيماوية.

من جانبه رحّب يوسف بن عبدالله البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة “سابك” الرئيس التنفيذي، بتوقيع هذه الاتفاقية، مشيراً إلى أنها “تمثل فرصة جديدة لكلتا الشركتين لمواصلة نجاح تعاونهما التاريخي، استثماراً للعلاقة الممتدة بينهما لأكثر من 35 عاماً، شملت مشروعات مشتركة كبيرة في مجال الكيماويات في المملكة. ويُعد المشروع الجديد أول مشروع مشترك بين الشركتين في الولايات المتحدة، ونأمل أن يستمر نجاح هذا التعاون، بعون الله، من خلال مشروعات إستراتيجية واعدة، تسهم في تحقيق خطط قيادتي البلدين، وتلبي طموح الشعبين السعودي والأميركي”.

يشار إلى أن هذه الاتفاقية تشمل مرحلة الدراسات الهندسية للمشروع، بالإضافة إلى استكمال وتحديث الدراسات التقنية والتجارية المتعلقة بالمشروع بين الطرفين، إلى جانب التعريف بآليات العمل التجارية بين الطرفين خلال المرحلة القادمة. ويتلخص المشروع – الذي سبق الإعلان عنه – في إنشاء مجمع مشترك للبتروكيماويات يتضمن إنشاء وحدة لتكسير الإيثان بمواصفات عالمية، وبقدرة إنتاجية تبلغ 1,8 مليون طن من الإيثيلين سنوياً، وستغذي هذه الكمية وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين وأخرى لإنتاج مونو إيثيلين جلايكول. وبتنفيذ الاتفاقية المشار إليها؛ سيصل الطرفان إلى قرار بشأن إقامة المشروع، والمتوقع أن يكون هذا القرار خلال العام 2018م.

ويعكس المشروع، الذي لا يزال تحت الدراسة، إستراتيجية “سابك” الرامية إلى التركيز على التنويع الجغرافي لأعمالها للوصول إلى أسواق عالمية جديدة، وسيؤدي المشروع المحتمل إلى تمكين الشركة من الوصول إلى مواد لقيم بأسعار تنافسية، والاستفادة من الطلب العالمي المتنامي على المنتجات المعتمدة على الإيثيلين، فضلاً عن اقتراب “سابك” من زبائنها وخدمتهم على نحو أفضل، وتعزيز حضور “سابك” القوي في سلسلة القيمة، وتوسيع أعمالها في الأسواق الرئيسة، مثل السوق الأميركية، وبما يخدم قطاع الصناعة وحركة الاقتصاد العالمي ككل، ويسهم في المشاركة بتحقيق النمو في الولايات المتحدة. وتعتبر الاتفاقية ترجمة حقيقية لسعي “سابك” الحثيث لتحقيق أهداف إستراتيجيتها للعام 2025م، المنسجمة مع “رؤية السعودية 2030م”.

وكانت “سابك” و”إكسون موبيل” قد أعلنتا الشهر الماضي عن اختيارهما لموقع في مدينة سان باتريشيا بولاية تكساس الأميركية، لإقامة مشروعهما المشترك، على قطعة أرض تقدر مساحتها بخمسة ملايين متر مربع، وتمتاز بوقوعها في منطقة غنية باللقيم، وتوفر البنية التحتية اللازمة لدعم عمليات المشروع.

يذكر أن هذا المشروع المزمع تنفيذه؛ يعد ـ في الوقت الراهن ـ من أبرز المشروعات التوسعية الواعدة لشركة “سابك” لتحقيق إستراتيجيتها للعام 2025م، إلى جانب اتفاقية المشروع المشترك مع “أرامكو السعودية” لتحويل النفط إلى كيماويات، واتفاقية المشروع المشترك مع “شينهوا نينغشيا لصناعة الفحم المحدودة” الصينية لدراسة تطوير مجمع بتروكيماويات لتحويل الفحم إلى كيماويات، واتفاقية التعاون الإستراتيجي مع الشركة الصينية لإنتاج النفط والكيماويات “ساينوبك” لدراسة فرص إقامة مشروعات إستراتيجية في المملكة والصين، وستسهم هذه الاتفاقيات والمشروعات المحتملة في تنمية وتطوير مزيد من الصناعات التحويلية الناجحة في المملكة، وتوطين التقنية وتطويرها، وتحفيز جهود الابتكار، وتوليد المزيد من الفرص الوظيفية للموارد البشرية السعودية، وغيرها من العوائد التي ستسهم في ازدهار الاقتصاد الوطني، تنفيذاً لـ “برنامج التحول الوطني 2020م”، وتحقيقاً لـ “رؤية السعودية 2030م”.