لم يكن أكثر الأهلاويين تشاؤماً يتوقع السيناريو “المحبط” لفريقه بعد أن تمكن من الفوز بـ”دوري جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين 2015 وكأس السوبر السعودي 2016، وارتفاع سقف طموحات جماهيره، وبات لقب دوري أبطال آسيا واللعب في كأس العالم للأندية هو الهدف المنشود عام 2017، بيد أنهم لم يحافظوا على المكاسب التي خرجوا منها، وخسروا جميع ألقاب الموسم وأنهوه من دون الحصول على أي لقب، وهو ماشكل صدمة قوية لعشاقه ومحبيه.
الأصوات ارتفعت للمطالبة بابتعاد رئيس النادي أحمد المرزوقي، بسبب الأخطاء التي ترى الجماهير أنه وقع فيها، ومن سوء حظه أنه استلم دفة النادي بعد الرئيس الذهبي مساعد الزويهري، وهو يدفع الآن ثمن خلافة الرئيس السابق الذي أسر قلوب الأهلاويين، وأصبحوا لا يقبلون برئيس أقل من قدراته وإمكانياته.
ولم يسلم المدرب السويسري كريستيان غروس من غضب الأهلاويين، حتى أنهم ندموا على التغني بقرار إعادته، ووجهوا له سهام نقد لاذعة وصلت إلى حد المطالبة برأسه.
اليوم الأهلي أمامه فرصة جيدة للخروج من موسمه بنقطة إيجابية، فالوصول إلى الدور ربع النهائي من دوري ابطال آسيا سيخفف من أوجاعه وسيجعل الصيف أكثر هدوءاً مما سيكون عليه لو ودع الآسيوية ايضاً، لكن ذلك لن يتحقق من دون دعم ووقوف مع اللاعبين الذين يحتاجون اليوم إلى الجماهير والشرفيين أكثر من اي وقت سابق، فالمشجع العقلاني سيؤجل الحديث عن كل السلبيات إلى مابعد نهاية الموسم، وسيحضر الليلة في مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة لمؤازرة “الأخضر” ودعمه، خصوصاً وأنها آخر مباراة له هذا الموسم في جدة، وجماهيره قادرة على إخراجه من حالة الإحباط التي تسببت بها النتائج المتواضعة وآخرها خسارة كأس الملك، والكرة في ملعب محبي النادي، لمساعدة الإدارة ورجال النادي في تجهيز الفريق لموقعتي الأهلي الإماراتي الذي يعتبر خصماً صعباً للغاية وهو قادر على الذهاب بعيداً في دوري ابطال آسيا، ويمتلك المقومات التي تؤهله للوصول إلى ابعد نقطة في البطولة، صحيح أنه يحتاج إلى بعض التغييرات وتدعم صفوفه بلاعبين محليين وأجانب افضل، لكن الحديث عن ذلك سابق لأوانه، فالتأهل إلى الدور ربع النهائي هو الخطوة المقبلة التي يبحث عنها الأهلاويون، بعدها لكل حادث حديث.
الأهلاويون يمنون النفس بأن يكرروا مافعلوه في نسخة 2012م، عندما واجهوا الجزيرة الإماراتي في مثل هذا الدور، وخطفوا من أمامه بطاقة التأهل بعد الفوز عليه بركلات الترجيح، عندها شق الفريق طريقه حتى وصل للنهائي الذي خسره أمام اولسان هيونداي الكوري الجنوبي 3-صفر، كما سبق له وأن تأهل إلى دور الثمانية في عام 2013م على حساب الجيش القطري، قبل أن يودع أمام هو اف سي سيئول، وفي عام 2015م خرج من دور الـ 16 امام نفط طهران الإيراني.