يبدو أن جماهير النصر ستواصل انتظار المجهول أو الوفاء بالوعود المعتادة، قبل بداية الموسم المقبل، في ظل الملفات المعقدة التي يعج بها المشهد الأصفر القاتم، ولم تجد حتى الآن حلولاً شافية أو عملاً يستحق الانتظار والشغف بنتائجه المرتقبة، إذ حتى ظهور الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي في حديثه الفضائي الأخير، جاء كمن ينثر الملح على الجراح “الصفراء”، بل كان حديثه مؤكداً الشكوك التي حامت تلميحاً أو تصريحاً حول الانشقاقات التي صاحبت مسيرة اللاعبين المؤثرين، وصدعت جسد الفريق، وساهمت في تراجع مستوياته وتردي نتائجه، في غياب للدور الإداري الحازم والحكيم، الذي فقده الفريق برحيل المشرف على الكرة بدر الحقباني، ثم نائب الرئيس عبدالله العمراني، ثم المدرب صاحب الشخصية القوية الكرواتي زوران ماميتش، وهو الرحيل الثلاثي الذي كسر الظهر النصراوي قبل منتصف الموسم.

بيئة النصر الآن أضحت منفرة للقادمين الجدد، إدارياً وفنياً وعناصرياً امتداداً لعمل اللجنة الفنية، التي ربطها رئيس النادي بوجوده وتحت تصرفه، كما اعترف في حديثه الفضائي بعفويته المعهودة، التي نفرت الكثير من الناجحين في النادي خلال أعوام عدة، فأصبح الرئيس وحيداً يواجه المجهول كما أسماه، في ظل الدور الشرفي المفقود والمؤثر على القرارات المتفردة، أو على مستوى الدعم المادي الغائب عن حلحلة القضايا المادية، وأولها تأخير مرتبات اللاعبين لشهور طويلة، والدخول في دوامة تجديد عقد لاعب الوسط عوض خميس، بعد تأخر حسمه في وقت باكر، وقبل الدخول في متاهات نظامية، وصلت تداعياتها إلى مركز التحكيم، للنظر في قرار منع النادي من تسجيل اللاعبين لفترة واحدة، غير إيقاف اللاعب لأشهر ستة، سيدفع خلالها ثمن التقاعس الإداري عن حسم تجديد عقده منذ الوهلة الأولى.

الحديث عن أخطاء إدارة النصر المؤثرة على المشهد الأصفر أمسى حديثاً ممجوجاً ومكرراً لا فائدة من الغوص فيه، ولم يعد

أمام جماهير النصر سوى انتظار تنفيذ الوعود الجديدة، أو الذهاب إلى عالم المجهول في مستقبل الفريق الكروي.

استمرار الرئيس النصراوي لموسم أو مواسم أخرى لم يعد ينطبق عليه لا محالة، سوى المقولة الشهيرة: “وداوها بالتي كانت هي الداء”؛ فالرئيس الآن شاهد عصر على كل نتائج تخبطات إدارته، وتفردها بقرارات جانبت الصواب عشرات المرات، فالمنتظر أن تتعلم الإدارة أولاً من تجاربها الخائبة، وخبراتها المتراكمة، في صنع نصر جديد لا يتوقف عند ثلاث بطولات في ثمانية مواسم، لم تكن طموحاً فريداً لجماهير النصر، حتى لو جاءت بعد عشرات المواسم من الإخفاقات والغياب عن المنجزات، فالعبرة تقاس بالخواتيم، وهي الحقيقة التي تحاول إدارة النصر الآن الهروب منها ولو في الخفاء، باتجاه مرحلة جديدة تسعد المدرجات “الصفراء”، لن تكتمل من دون معالجات شاملة، تصحح الأخطاء وتفتح أبواب الاستشارات الشرفية والإدارية والفنية، غير ذلك فإن الاستمرار في طريق الأخطاء هو ذنب يفوق ارتكابها، نحو نتائج سلبية مضاعفة وعاصفة، لن تصنع نصراً جاذباً كما تحب جماهيره أن تراه دائماً في القمة.