اعتقلت الشرطة البريطانية أمس 12 شخصاً عقب مداهمات في حي باركينغ بشرق لندن على صلة باعتداء السبت الذي وقع على جسر في العاصمة البريطانية وخلف سبعة قتلى و50 جريحاً بينهم 21 في حالة حرجة.
وجاء في بيان للشرطة أن «التحقيق في هجوم ليلة (السبت) المروع في لندن يتقدم بسرعة وما زالت الشرطة مستمرة في تحقيقاتها». وأضاف البيان أنه لا يزال يجري تفتيش عدد من المواقع في حي باركينغ.
وكان عناصر الشرطة قتلوا السبت الرجال الثلاثة الذين هاجموا مارة بالسكاكين في بورو ماركت بوسط لندن بعدما دهسوا آخرين بوساطة شاحنة صغيرة على الجسر. وصرحت مفوضة شرطة لندن كريسيدا ديك للصحافيين أمس: «نعتقد أننا وضعنا حداً للتهديد الذي يشكلونه.. بالطبع الأمر معقد ومرتبك جداً». وأضافت: «لذلك من المهم أن نتأكد أولاً وقبل كل شيء أنه لا يوجد أي شخص آخر (متورط). لا نعتقد أنه يوجد أي شخص ولكن يجب أن نتأكد تماماً من ذلك».
وتابعت: «نعد حالياً تقريراً كبيراً جداً، وسنسعى إلى التأكد مما إذا كان أي شخص آخر عمل أو ساعد بأي طريقة في التخطيط لهذا الهجوم».
بدوره، أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من تونس حيث يقوم بزيارة، أن فرنسياً قتل في الاعتداء ولا يزال سبعة آخرون يعالجون في المستشفيات، في حين لا يزال فرنسي في عداد المفقودين.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمس أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه وإنه لا بد من إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الإرهاب.
وأشارت ماي إلى تشديد عقوبة السجن في الجرائم الإرهابية وفرض المزيد من القيود التنظيمية على الإنترنت كمجالات محتملة لتغيير السياسات.
والهجوم هو الثالث على بريطانيا بتواتر سريع بعد واقعة مماثلة على جسر ويستمنستر في مارس وهجوم انتحاري أسفر عن مقتل 22 شخصاً خلال حفل موسيقي في مانشستر بشمال إنجلترا قبل أقل من أسبوعين.
وقالت ماي في تصريحات بثها التلفزيون وهي تقف أمام مقر إقامتها: «يجب ألا ندعي أن الوضع يمكن أن يستمر على ما هو عليه».
وأضافت: «نحن نعتقد أننا نشهد اتجاهاً جديداً في التهديد الذي نواجهه إذ إن الإرهاب يولد الإرهاب، وما يدفع هؤلاء لشن هجمات ليس فقط التحرك على أساس خطط مدبرة بعناية بعد سنوات من التخطيط والتدريب وليس حتى العمل كمهاجمين منفردين تطرفوا عن طريق الإنترنت وإنما تقليد بعضهم البعض وغالباً باستخدام أشد وسائل الهجوم بدائية».
وقالت إنه جرى تعليق الحملة الانتخابية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الخميس المقبل احتراماً لأرواح الضحايا لكن الحملة ستستأنف اليوم الاثنين.
وأردفت أنه لا يمكن الانتصار في هذه الحرب عن طريق التدخل العسكري وحده، وأن هناك حاجة للدفاع عن قيم التعددية البريطانية التي تتفوق على أي شيء يمكن أن يقدمه «دعاة الكراهية».
وقالت ماي إنه ثانياً هناك حاجة لإجراءات تنظيمية جديدة لتقليص المساحة المتاحة للمتطرفين على الإنترنت.
واستطردت: «لا يمكننا أن نتيح لهذا الفكر المساحة الآمنة التي يحتاجها للتكاثر، لكن هذا بالتحديد ما يوفره الإنترنت والشركات الكبرى التي تقدم خدمات الإنترنت، نحتاج للعمل مع حكومات ديمقراطية حليفة للتوصل إلى اتفاقات دولية تنظم عمل الفضاء الإلكتروني».
وثالثاً يتعين عمل المزيد للكشف عن التطرف في المجتمع البريطاني والقضاء عليه. والمجال الرابع هو إستراتيجية مكافحة الإرهاب التي وصفتها ماي بأنها قوية ولكن بحاجة للمراجعة في ضوء التهديد المتغير.
وأكدت رئيسة الوزراء أنه إذا تطلب الأمر تشديد العقوبات في الجرائم المتعلقة بالإرهاب حتى الجرائم البسيطة منها فسيتم عمل ذلك.
هذا وجاءت ردود الفعل الدولية مستنكرة لهذا الحادث الشنيع، وعبرت دول كثيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة عن أسفها واستعدادها لتقديم الدعم اللازم لمساعدة بريطانيا في محاربة الإرهاب.