تعيش جماهير المنطقة الغربية بمدينة عروس البحر الأحمر جدة حالة ترقب حول عمل الهيئة العامة للرياضة النهائي بشأن مشروع توسعة إستاد الأمير عبدالله الفيصل بعد أن دخل نفق النسيان لتوقف المشروع لأكثر من مرة على مدار الأعوام الخمسة الماضية مما تسبب في تذمر جماهير المنطقة الغربية وعلى وجه الخصوص جماهير الاتحاد والأهلي بعد أن كانوا يحسبون الأيام والشهور للانتهاء من اكتمال الملعب الذي لا يزال يحمل العديد من الذكريات لكلا الناديين وتفضل جماهيرهما بشكل كبير خوض مبارياتهما الرسمية في الدوري على ملعب الأمير عبدالله الفيصل لتميز أرضيته وتخفيف الضغط على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية.

وبلغت قيمة توسعة مدرجات الإستاد وتحسينه حوالي 90 مليون ريال بدءاً من عام 2012 م، وعلى الرغم من تحديد المدة الزمنية لتسليم المشروع إلا أنها وجدت عدداً من العوامل السلبية أسهمت في توقفه لمرات عدة الأمر الذي تسبب في إخلال الشركة المنفذة بالموعد المحدد.

سقوط إحدى المظلات

بدأ تأخير تنفيذ التوسعة بحادثة سقوط إحدى الرافعات في الوقت الذي كانت الشركة تسابق الزمن لإكمال المشروع وعند تركيب المظلات حول المدرجات تسببت إحداها في السقوط ما جعل الجماهير المترقبة لانتهاء المشروع تعيش في خوف من عدم تثبيتها بالشكل الجيد ولكن سرعان ما ظهر المسؤول الإعلامي سليمان النافع حينها وطمأن الجماهير أن الحادثة كانت نتيجة لاحتكاك المظلات أثناء التركيب ولم ينتج عن ذلك وقوع أضرار بالمشروع، وحركت تلك الحادثه الأمير نواف بن فيصل حينما كان رئيساً عاماً لرعاية الشباب وتوجه فور تلقيه الخبر الى ملعب الأمير عبدالله الفيصل للوقوف بنفسه على الحادثة وطلب من الجهات المختصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إرسال شركة متخصصة أعلن عن تكفله شخصياً بها لتعطي رأيها النهائي من حيث سلامة التصاميم والبنية التحتية للاستاد بعد أن استمع الى شرح مفصل من المهندسين القائمين على المشروع والاجتماع بالمهندسين والمنفذين كافة، وبعد مرور أيام وصل مسؤولو شركة سويدية متخصصة في بناء ملاعب كرة القدم معتمدة من “الفيفا” وتابعوا بعناية إلا أن ذلك لم يعجل بسرعة إنجاز الشركة في تسليم الملعب.

آخر المستجدات

كشفت “الرياض” من خلال متابعتها المتواصلة لتفاصيل آخر المستجدات حول مشروع إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة بعد التحقيقات التي دامت لأكثر من عامين وتوقف المشروع لأكثر من فترة وقررت اللجنة المشكلة من جهات رسمية عدة منح الضوء الأخضر لاستكمال المشروع وهذا ما أعلنت عنه الهيئة العامة للرياضة بعدم الممانعة، ولكن اللجنة وضعت بنوداً إلزامية عدة وقبل البدء في ذلك طلبت من الهيئة العامة للرياضة تعيين استشاري أمن وسلامة لدراسة القوائم الهيكلية ومدى سلامة الجماهير المرتادة للملعب، ومن ثم إلزام المقاول السابق الذي أنشأ الهيكلة الحديدية ودعمها مرة أخرى لتقويتها وزيادة عدد مخارج الطوارىء للجماهير على حسابه الخاص وهذا أهم ما ركزت عليه اللجنة خلال اجتماعاتها قبل إصدار قرار استكمال المشروع، وبدأت هيئة الرياضة في تنفيذ قرارات اللجنة المشكلة من خلال توفير شركة استشارية لمتابعة المنشأة وتدوين احتياجاتها قبل بدء العمل ولكن قرار تعميدها توقف بعد أن رأت الهيئة العامة للرياضة التريث في الوقت الذي تغيرت فيه الأوضاع عن السابق وأصبحت اللجنة الأولمبية ترغب في استحداث منشأة أخرى بمدينة جدة وإطلاق برنامجها بعنوان “رياضيو النخبة” إضافة إلى صندوق الرياضيين واقتراب ملف خصخصة الأندية، الأمر الذي جعل من الهيئة العامة للرياضة عدم البدء في المشروع والتفكير على المدى البعيد بعد أن فتحت لها الاستحداثات الأخيرة آفاقاً واسعة تبحث من خلالها عن إظهار منشأة مختلفة عن التي كانت ترغب فيها في السابق ووضعها المحصور على إكمال المشروع لحاجة الاتحاد والأهلي في توفر ملعبين بدلاً من اللعب بشكل مستمر على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية الذي تحتاج أرضيته إلى صيانة دورية لكثرة المباريات عليه وعدم الانتهاء من إستاد الأمير عبدالله الفيصل.

ويبدو أن المؤشرات تتجه إلى أن المشروع لن يُستكمل كما كان مرتباً له في السابق بزيادة الطاقة الاستيعابية للجماهير وتحويل مساره ليصبح مركز نخبة بإنشاء قرية رياضية وتجهيزها بشكل متكامل للألعاب الأولمبية لتصبح المنشأة تابعة للجنة الأولمبية العربية السعودية بدلاً من أن يكون تابعاً للهيئة العامة للرياضية، ولن يكون هناك إلغاء للملعب الرئيسي الذي سيكون جاهزاً لخوض اللقاءات الرسيمة للاتحاد والأهلي.

تجهيز الملعب

فيما لو قررت هيئة الرياضة مواصلة عملها في استكمال المشروع السابق فإن اكتمال جاهزية ملعب عبدالله الفيصل يحتاج لفترة طويلة ما يقارب عامين بسبب عدم اكتمال المشروع وظهور النقص وعدم قيام الشركة حتى هذه اللحظة بالبدء في تطوير المواقف الخارجية التي لاتزال على ما هي عليه، إضافة إلى عدم جاهزية بوابات الملعب الخارجي ومن المفترض إنشاء أكثر من 55 بوابة إلكترونية، ولوحظ بناء عدد من المرافق المجاورة للملعب من كبائن للمعلقين وغرف حكام وتطوير غرف الفريقين والحكام وطلائها حتى تظهر بشكل أفضل وتصبح جاهزة، بينما لم تكمل الشركة تغطية المظلات وبعضها لا تحمل القماش الذي يحمي الجماهير من أشعة الشمس بينما ظهرت المظلات في الجهة المقابلة مكتملة، ولا تزال المدرجات لم تكتمل بالكراسي ويوجد مساحات كبيرة من دون الكراسي على الرغم من توفرها على مضمار الملعب بأعداد كبيرة؛ فيما أصبح عشب أرضية الملعب غير صالح بعد أن تعرض لأشعة الشمس دون أن يلقى اهتماماً وعدم رشه بالماء مما تسبب في خشونته ويحتاج الى فترة طويلة لاستعادته مجدداً.

الجميع يرفضون التصريحات

حاولت “الرياض” التواصل مع الجهات المعنية ومكتب هيئة الرياضة ووكالة الشؤون الهندسية بهيئة الرياضة إلا أن الجميع رفضوا التعليق على اعتبار أن مشروع ترميم مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل لم يحسم أمره بعد بعد التغييرات الجديدة في الهيئة ووجود أفكار مطروحة لم يتم البت فيها، سوءاً من خلال إنشاء قرية أولمبية أو استكمال مشروع التوسعة.