بقدر التحسر الجماهيري على عودة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بلا نقاط من ملعب مضيفه الأسترالي، وتلقيه الخسارة الثانية في التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018م، بعد الخسارة الأولى أمام المتصدر الياباني، إلا أن أبواب الطموحات السعودية لا زالت مشرعة نحو التأهل المونديالي الخامس في تاريخه، استناداً إلى الاحتفاظ بفرصته الكبيرة بالفوز في المبارتين المقبلتين على ملعب شقيقه الإمارات، ثم استضافة اليابان في ختام التصفيات، وهي النقاط الست التي يرنو “الأخضر” إلى كسبها من دون انتظار النتائج الأخرى، لبقية منتخبات المجموعة الحديدية في التصفيات.
أقل من شهرين تفصل المنتخب السعودي قبل المباراة ما قبل الأخيرة أمام الإمارات، تبدو فترة كافية جداً أمام الأجهزة الإدارية والفنية والعناصرية للمنتخب السعودي، لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء ومعالجة الأوضاع الفنية وتأهيل المصابين، لإعداد العدة لتجاوز الأمتار الأخيرة من التصفيات وتحقيق الحلم المنتظر.
من المهم أن تكون الخسارة غير المنصفة أمام أستراليا نقطة تحول إيجابية في إعداد “الأخضر” الكبير، وتجاوز آثار هذا التعثر نحو دافعية أكبر في مرحلة الحصاد، وتتويج الجهود والمستويات المميزة التي قدمها المنتخب السعودي منذ التصفيات الأولية، ومن المنطقي في هذه المرحلة التاريخية لـ” الأخضر” التعامل مع المرحلة المقبلة بروح الفريق الواحد، والابتعاد عن الانتقادات الموجهة لبعض عناصر المنتخب، ومعالجة كل الجوانب الفنية بهدوء وبرؤية محفزة للمستقبل القريب.
كل المؤشرات الفنية والفرص المتاحة في أرض الملعب تمنح المنتخب السعودي الأفضلية، في حصد إحدى بطاقتي التأهل في الطريق نحو روسيا، متى ما توحدت قلوب محبي “الأخضر” خلف منتخبهم وارتفع سقف التفاؤل إلى مستويات عالية.
فمن يتذكر الآراء المحبطة قبل حتى بداية التصفيات الأولية، ويقارنها بحالة المنتخب اليوم ووقوفه بشموخ في نهاية التصفيات، سيدرك أنه قطع شوطاً كبيراً لإنجاز الوصول إلى المونديال الكبير، ومن الخطأ التراجع عن هذا الطموح في هذا التوقيت ببث حالة من الإحباط وموجة من الانتقادات، ربما تؤثر سلباً على الحماس المنتظر والروح العالية التي تعد سلاحاً -بعد توفيق الله- في تجاوز المواجهتين المتبقيتين من المشوار الطويل، الذي سلكه الأخضر بنجاح حتى الآن حتى وهو يتعثر في ملعب أستراليا، لالتقاط أنفاسه فقط قبل خط النهاية.