أكد عدد من المختصين في قطاع التأمين في المملكة، على أن الاندماجات باتت ضرورة لا مفر منها، في ظل ما تعانيه الشركات من ضغوطات كبيرة على الأرباح، بالرغم من استمرار النمو في أقساط التأمين، بالإضافة إلى توسع الفجوة بين الشركات الكبيرة القادرة على المنافسة وجذب عملاء، والصغيرة التي تحاول البقاء في السوق، عن طريق التلاعب في الأسعار.
وقال المختص في التأمين د. فهد العنزي إنه من الطبيعي أن تتجه شركات التأمين إلى مزيد من مشاريع الاندماج، بغية تكوين كيانات أكبر وأقوى، تتمكن من مواجهة تحديات قطاع التأمين في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن قرارات الدمج ترتكز عادة على فكرة تحسين الممارسات الإدارية، واتباع نظم حوكمة حديثة.
وأشار العنزي إلى أن عنصر الإدارة هو الأهم لضمان العملية الاندماجية، لأنه هو القادر على مزج باقي عناصر الإنتاج للوصول إلى الأهداف المرجوة. ولعل من الأسباب الدافعة إلى مبادرات الدمج، هو أن توحيد شركات التأمين، يمثل حلاً مقبولاً لمواجهة سياسات الخسائر التي تعاني منها شركات التأمين وفجوة المنافسة بين شركات التأمين، وغيرها من السياسات غير المرغوبة، التي تضر بالقطاع.
وتوقع أن يشهد سوق التأمين بالمملكة خلال المرحلة المقبلة المزيد من الاندماجات الكبيرة في سوق التأمين، إذ إن عدد شركات التأمين العاملة في السوق السعودية حالياً تصل إلى 34 شركة، ومن المتوقع أن يتكون كيانات اقتصادية قوية في السوق تقدم خدمات منافسة وجيدة للسوق السعودي، وطالب مؤسسة النقد بوضع القوانين ودعوة شركات التأمين للاندماج.
أكد المختص في التأمين سامر الفايز أن الاندماجات باتت ضرورة لا مفر منها، في ظل ماتعانيه شركات التأمين من ضغوطات كبيرة على الأرباح، بالرغم من استمرار النمو في سوق التأمين، وهو مايشكل ضغطاً إضافياً على هوامش أرباحها.
وطالب الفايز من مؤسسة النقد بالزام شركات التأمين الصغيرة الخاسرة بتحقيق الاندماج مع الشركات الكبيرة لان الحجم الكبير يساعد شركات التأمين على التخفيف من الكلفة الثابتة المرتفعة ويزيد تنافسيتها، مبيناً ان شركات التأمين الصغيرة كانت في السابق تعتمد على مبدأ حرق الأسعار لجذب عملاء جدد، إلا أن قوانين “ساما” الحالية حددت اسعار التأمين بجميع انواعه لمنع حرق الأسعار في سوق التأمين.
وحول أبرز المزايا التي توفرها عمليات الاندماج أو الاستحواذ، أشار الفايز إلى أن الاندماج يشكل خياراً استراتيجياً، ينبغي أن تنتهجه شركات التأمين بالمملكة، لتنشيط القطاع ورفع كفاءته. ومن المؤكد أن الاندماج هو نتيجة حتمية لقوة الشركات، وليس لضعفها، وهو يؤدي في النهاية إلى تأسيس كيانات قوية.