يسعى مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف إلى استغلال كأس القارات 2017 لضخ دماء جديدة في تشكيلة أبطال العالم قبل عام من المونديال الروسي.
وسافر لوف الى روسيا من دون العديد من النجوم وبتشكيلة رديفة لا تضم سوى ثلاثة لاعبين من الذين قادوا “ناسيونال مانشافت” الى لقب مونديال 2014 في البرازيل للمرة الرابعة في تاريخه. كما ضمت التشكيلة سبعة لاعبين لم يخوضوا أي مباراة دولية.
وفضل إراحة لاعبين من طينة مسعود اوزيل وتوماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هوملز وطوني كروس.
وتبدأ المانيا مشوارها في البطولة التي تشكل بمثابة بروفة لكأس العالم السنة المقبلة، اعتبارا من الاثنين عندما تتواجه مع استراليا بطلة آسيا في مدينة سوتشي، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم تشيلي بطلة أميركا الجنوبية والكاميرون بطلة أفريقيا.
وبدلا من وضع نهائي الثاني من يوليو نصب عينيه، فضل لوف التفكير بما ينتظر لاعبيه بعد 12 شهرا عندما يعودون الى روسيا للدفاع عن لقبهم العالمي الذين أحرزوه على حساب الأرجنتين.
وقال المدرب في هذا الصدد “كأس العالم 2018 والفوز باللقب مجددا، هذه هي رؤيتنا”.
وتابع لوف الذي يشرف على المنتخب الألماني منذ 2006 “المهمة المقبلة هي المشاركة في كأس القارات بهدف منح ثلاثة أو أربعة لاعبين فرصة وضع نجومنا تحت الضغط عندما يحل 2018 (كأس العالم). نريد أن نرتقي باللاعبين الى مستوى جديد، وتحقيق ذلك هو ما يهم بالنسبة إلي”.
وواصل “أعلم ان في حوزتي 12 أو 13 لاعبا أحرزوا كأس العالم ويتمتعون بالخبرة الواسعة والمستوى الرفيع، لكنهم في حاجة الى الشعور بأن ثمة منافسة على مراكزهم”.
عندما تخوض ألمانيا حملة الدفاع عن لقبها في مونديال 2018، ستكون هذه البطولة الثالثة لها في غضون ثلاثة أعوام، بعد كأس أوروبا 2016 (بلغت الدور نصف النهائي)، وكأس القارات 2017.
ودفع ذلك بلوف الى اتخاذ قرار المشاركة في كأس القارات 2017 بتشكيلة رديفة، من دون ان يخفي رغبته بإلغاء الدورة المقبلة من البطولة المقررة سنة 2021، قبل عام من مونديال قطر.
وحذر المدرب الألماني مطلع يونيو الحالي من ان “كرة القدم تزاول بطريقة خطرة” بسبب ضغط المباريات وكثافتها.
وقال: “انها لعبة خطرة، ويجب عدم الضغط كثيرا خشية انقطاع الحبل. في نهاية الموسم (الكروي) يحظى اللاعبون بفترة قصيرة من الراحة تمتد اياما قليلة وهذه ليست عطلة بالمعنى الحقيقي، اذ لا ينقطع اللاعبون عن التمرين. بعد أسبوعين، يعودون من جديد للتحضير للموسم المقبل. وعلى المدى البعيد هذا الامر غير جيد”.
وواصل “عبء العمل على اللاعبين ثقيل بشكل لا يصدق”.
وسبق للوف ان برر خياراته لكأس القارات الحالية بالقول “نال عدد من اللاعبين الراحة مني لأني أعتقد أن ثلاث دورات في ثلاثة أعوام أمر غير مقبول”.
ولا يزال مصير كأس القارات 2021 غير محسوم، اذ ان البطولة عادة ما تقام مع نهاية المواسم الكروية، أي في مطلع الصيف، الا ان هذا التوقيت لن يكون ملائما للنسخة المقبلة. فكأس العالم 2022 ستقام في قطر بين نوفمبر وديسمبر، بدلا من موعدها المعتاد في فصل الصيف نظرا للحرارة المرتفعة في الخليج.
وعلى الرغم من خوض كأس القارات بتشكيلة رديفة، يؤكد لوف بأن المنتخب سيكون “جاهزا بأكبر قدر من الاحترافية، كما لو أنها كأس العالم أو كأس أوروبا”.
وفي ظل غياب لاعبين من طراز مولر والهداف المخضرم ماريو غوميز، ستكون الفرصة قائمة أمام مهاجم لايبزيغ تيمو فيرنر الذي كان أفضل هداف ألماني في الدوري هذا الموسم (21 هدفا مقابل 31 لهداف الدوري الغابوني بيار-ايميريك اوباميانغ)، أو مهاجم هوفنهايم ساندرو فاغنر لقول كلمتهما مع أبطال العالم.
والأمر ذاته ينطبق على لاعب باريس سان جرمان الفرنسي يوليان دراكسلر الذي سيستفيد من غياب أوزيل وكروس ليكون صانع الألعاب في الوسط، بينما سيعوض الثنائي شكودران مصطفي (أرسنال الإنجليزي) ونيكلاس سوله (المنتقل من هوفنهايم الى بايرن ميونيخ) غياب هوملز وبواتنغ في قلب الدفاع.