أكدت كوريا الشمالية الثلاثاء انها اطلقت بنجاح صاروخا بالستيا عابرا للقارات في تجربة تعني أنها اجتازت خطوة جديدة تقربها من التهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي.

وقال خبراء أميركيون إن الصاروخ الذي أطلق صباح الثلاثاء، في اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني، قادر على استهداف ألاسكا.

واستدعى اطلاق الصاروخ ردا شديد اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي طالب بكين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ “بوضع حد نهائي لهذه العبثية”.

من جهتها دعت الصين جميع الاطراف الى “ضبط النفس”، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبنغ إلى “الحوار والتفاوض” في ملف كوريا الشمالية.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الرئيسين “اتفقا على بذل كل ما هو ممكن بشكل مشترك للتوصل إلى حل في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار والتفاوض”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان بكين “تجمع معلومات” حول التجربة وتحث كوريا الشمالية على “وقف الاعمال التي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي”.

وأضاف “نأمل في ان تبدي كل الاطراف ضبط النفس وان تمتنع عن اتخاذ اجراءات من شأنها التسبب بتصعيد”.

والاختبار الصاروخي الذي رصدته القوات الكورية الجنوبية واليابانية والأميركية استدعى ردا شديد اللهجة من ترمب.

وكتب الرئيس الأميركي في رد فعل أولي على تويتر متسائلا “أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون) أي شيء أفضل يفعله في حياته؟”

وأضاف الرئيس الأميركي “من الصعب ان نصدق ان كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية”.

وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان ان “الصاروخ البالستي غير المحدد” أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل ان يسقط في بحر الشمال، وهي التسمية الكورية لبحر اليابان.

وأكد الجيش الأميركي ان الصاروخ متوسط المدى وسجل مدة تحليق وصلت الى 37 دقيقة، وهي مدة طويلة وغير اعتيادية.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد على 2500 كلم، وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل.

وقال الباحث في معهد ميدلبوري جيفري لويس في تغريدة على تويتر “إنه صاروخ عابر للقارات. الصاروخ العابر للقارات قادر على الوصول الى انكوراج، وليس سان فرانسيسكو، ولكن مع ذلك (يبقى تهديدا)”.

واعتبر العالم ديفيد رايت العضو في منظمة اتحاد العلماء المهتمين (يونيون اوف كونسورند ساينتستس) انه بالنظر الى المعلومات المتوفرة فان الصاروخ اتخذ مسارا “شديد الانحناء” وهو “قادر على عبور مدى أقصاه 6700 كلم في مسار اعتيادي”.

ويتابع رايت “هذا المدى لا يسمح بالوصول الى الولايات الثماني والاربعين (الواقعة جنوب كندا) او الجزر الكبرى في هاواي، ولكنه كاف للوصول الى ألاسكا”.