وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء أمس في قصر السلام بجدة على إنشاء مدينة صناعية في المنطقة الشرقية باسم “مدينة الطاقة الصناعية” على مساحة 50 كيلو مترا مربعا.
وصدرت الموافقة على البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء مدينة صناعية في المنطقة الشرقية باسم “مدينة الطاقة الصناعية”، وتخصيص أرض مساحتها 50 كيلو متراً مربعاً من محجوزات شركة أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية لإقامة المدينة المشار إليها، والموافقة على العرض المقدم من شركة أرامكو السعودية المتضمن قيامها بتأسيس شركة تتولى تطوير البنية التحتية لمدينة الطاقة الصناعية وإدارة أصولها الثابتة (الشركة المطورة)، وقيامها بتأسيس شركة تتولى تشغيل تلك المدينة وإدارتها وصيانتها (الشركة المشغلة)، على أن يتم نقل ملكية جميع الأصول الثابتة التي تُطوّر في المدينة إلى الشركة المطورة (بعد تأسيسها).
وأكد عبدالرحمن الراشد رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى لـ”الرياض” أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب لا سيما والمملكة تملك أكبر مخزون للنفط وأكبر منتج للنفط ولا بد أن نطور من الصناعات المساندة لصناعة النفط ومنها الطاقة، وإنشاء مثل هذه المدينة بين الأحساء وبقيق وقريبة من حاضرة الدمام سيوفر سوق للعمالة إلى جانب توفير آلاف الوظائف لأبنائنا السعوديين المدربين، وسيدعم المحتوى المحلي ورفع المكون المحلي في توطين الصناعات الخاصة بخدمات الطاقة وهذا كله وفق رؤية المملكة 2030، وخطة التحول 2020، والتي تقوم على المرتكز الرئيسي وهو توطين الصناعات ورفع المكون المحلي في الخدمات المستوردة خاصة بما يتعلق بخدمات الطاقة، ونعول كثيرا على إنشاء هذه المدينة لرفع الناتج المحلي أسوة بما يحصل في راس الخير والصناعات المساندة هناك بما يتعلق بالصناعات البحرية والسفن وغيرها، وستحتضن مدينة الطاقة الصناعية كثير من الصناعات المساندة في خدمات الطاقة وستوطن تكنولوجيا جديدة وأيدي عاملة وسنرى مردودها على الاقتصاد المحلي على المدى المتوسط والبعيد.
وكشف الراشد أن المدينة ستوفر آلاف الوظائف وتخلق توطين للصناعات في مجال الطاقة الصناعية والخدمات المساندة لها وستخلق فرص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتهدف المدينة لجلب صناعات الطاقة وكل ما يتعلق بالخدمات المساندة للمملكة وستكون موجودة وفق برامج ومحفزات تعمل عليها الشركات المشغلة والمسؤولة عنها مثل شركة أرامكو.
وكان م. عبدالعزيز العبدالكريم النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية للشراء والإمداد، قد أوضح في وقت سابق أن مدينة الطاقة الصناعية المزمع إقامتها في بقيق، تتجاوز مساحتها 50 كم مربع، مشيرا إلى أن أرامكو تتحرك لإنشاء مدينة على غرار مدينة رأس الخير، مؤكدا أن الشركة تهدف من وراء الشروع في اللبنات الأولى لإطلاق مدينة صناعية لاستقطاب الاستثمارات في المجال الصناعي، مبينا أن الاستثمارات لن تقتصر على رؤوس الأموال الوطنية بل تستهدف جذب الاستثمارات الخارجية.
ولفت العبدالكريم إلى أن المدينة الجديدة ستكون ضمن سلسلة مدن ومجمعات صناعية تقيمها أرامكو في راس الخير والجبيل وجازان وغيرها، ولن تقتصر المدينة الصناعية الجديدة على صناعات محددة، بل ستشمل سلسلة صناعات مترابطة ومتكاملة لكافة الصناعات ذات القيمة المُضافة التي لا ترتبط حصرا بصناعة البترول والغاز والبتروكيماويات بل تتعداها إلى الصناعات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية والكهربائية والإلكترونية والطبية والسيارات والطاقة الشمسية وصولا ألى صناعة السفن والناقلات والسفن الحربية والأسلحة والمعدات، مؤكدا أن أرامكو السعودية أجرت العديد من الدراسات بهذا الصدد، مفضلا عدم الحديث بالتفصيل عن المشروع بانتظار الانتهاء من بعض الأعمال القائمة حاليا، مبينا أن سياسة أرامكو السعودية تعتمد على كشف كافة التفاصيل عن مشاريعها بعد الانتهاء منها وتكون حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
وأشار العبدالكريم إلى وجود فرص ثمينة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي توكب تطلعات أرامكو السعودية وتتوافق نظرتها مع رؤية المملكة الطموحة حيث سيتم دعم هذه المنشآت بالتدريب المهني والصناعي الذي سيتم بالتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، حيث تستهدف أرامكو تدريب 360 ألف سعودي مهنيا حتى 2030م وذلك من خلال نحو 30 معهدا مهنيا وصناعيا منتشرة في مختلف المناطق.
وأكد وجود تنسيق مشترك الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” وكذلك وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فيما يتعلق بمختلف المشاريع الاستراتيجية ومنها المدينة الصناعية للطاقة في بقيق، مشيرا إلى أن أرامكو السعودية حريصة على تعزيز قنوات التواصل مع الجهات الحكومية المختلفة في كافة المشاريع.
وحول الطاقة الاستيعابية للمدينة الجديدة، أضاف “يفضّل عدم إعطاء أرقام غير دقيقة في هذه المرحلة، خصوصا وأن المشروع ما يزال في البداية وهناك الكثير من التفاصيل التي تنتظر الانتهاء منها”.
وقال إن عقود أرامكو السعودية تعتمد على المرحلة القادمة تضع في الاعتبار الأفضلية للفوز بالعقود في ضخ استمارات لإنشاء مصنع في المدينة الصناعية الجديدة، مشيرا إلى آلية إبرام العقود في المرحلة السابقة، كانت تعتمد على التصنيف الفني وكذلك التصنيف المالي، لافتا إلى أن أرامكو السعودية ضمنت في اشتراط العقود برنامج “اكتفاء” من خلال توظيف الشباب السعودي وكذلك المزايا والحوافز الممنوحة للكوادر الوطنية، بالإضافة لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك حجم المنتوجات الوطنية التي يتعاقد على شرائها.
وزاد العبدالكريم أن أرامكو السعودية حريصة على مساعدة الشركات الوطنية على التدريب، مضيفا أن أرامكو ساهمت في إنشاء 11 معهدا تدريبيا في مختلف التخصصات الفنية، مما يرفع عدد المعاهد التدريبية إلى 28 معهدا.
وأكد أن أرامكو السعودية تحرص على إقامة المشاريع الضخمة مثل مشروع جازان والذي يحتضن استثمارات بأكثر من 20 مليار دولار والتي تضم معامل تكرير البتروكيماويات ومصنع لتوليد الطاقة الكهربائية والذي يعتمد على الغاز وكذلك تضم مدينة صناعية تحتضن الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، مضيفا أن مشروع رأس الخير من أكبر المشاريع الضخمة التي ستخلق وظائف جديدة للشباب السعودي إلى جانب مدينة الطاقة الصناعية في بقيق.