أكد عدد من المختصين أن انخراط السعوديين للعمل في القطاع الخاص وتفضيل بعضهم له عن العمل في القطاع الحكومي، أصبح واقعاً ملموساً بفضل العوائد المادية والمعنوية التي بات القطاع يوفرها للعاملين فيه في ظل دعم الدولة له وتسارع وتيرة النمو الاقتصادي العام للمملكة، مشيرين إلى أن تفضيل الشباب والشابات له سيزيد في حال الزم القطاع بعطلة اليومين والصرامة في بعض البنود التعاقدية.
وقال عضو هيئة التدريس بجامعة جدة د. سالم باعجاجة إن توسع القطاع الخاص والتنافسية التي يعيشها في ظل الدعم الكبير له من قبل الدولة مكن المؤسسات والشركات من توفير بيئة عمل جاذبة نوعاً ما للكثير من الشبان والشابات وأصبحت العوائد المالية والرواتب لكثير من وظائف القطاع الخاص أجزل من نظيرتها في القطاع الحكومي، كما أصبحت كثير من جهات العمل الخاصة تتيح لمنسوبيها التدريب على رأس العمل والدراسة أيضاً وبالتالي التدرج الوظيفي للأفضل وهو ما ينشده أي موظف.
وأشار باعجاجة إلى أن إقرار إجازة أسبوعية لمدة يومين بالنسبة للقطاع الخاص ومراجعة بعض نقاط عقد العمل المتعلقة بضمان الاستقرار الوظيفي أمر سيكون له دور كبير في زيادة رغبة الشباب والشابات للعمل في القطاع الخاص وهو أمر مهم في ظل توجه الدولة ضمن رؤية المملكة 2030 لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40 % إلى 65 %.
بدوره قال هاني إسماعيل المدير الإقليمي لإحدى شركات القطاع الخاص إنه بعد التدرج في عدد من المراتب خلال عملي في القطاع الخاص مع شركة متعددة الجنسيات في جدة، ما زال العديد من الأصدقاء والأقرباء يسألون عن سبب انخراطي بسوق العمل في القطاع الخاص وعدم اختيار العمل بالقطاع الحكومي وبالنسبة إلي، يعكس خياري الوظيفي رغبتي بالتعلم المستمر، التطور المتنامي والنجاح الذي أطمح لتحقيقه على كافة الأصعدة، فلطالما أردت العمل في شركة خاصة، وبذلت جهوداً حثيثة لتحقيق ذلك، ولطالما رغبت بالسفر واكتساب خبرة مختلفة عن الخبرات التي يمكن تحصيلها في المملكة.
أما السبب الثاني لاتخاذ قرار العمل في مؤسسة خاصة فيكمن في رغبتي بالمشاركة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال تطوير شركتي التي أعمل بها، إضافة إلى رغبتي في استثمار معرفتي ورؤيتي كمواطن سعودي للتأثير إيجاباً على الشركة التي أعمل بها، للتأكد من تلبيتها لحاجات ومتطلبات زملائي السعوديين، علاوة على رغبتي في أن أثبت لنفسي بأنني قادر على منافسة الآخرين على أساس الجدارة.