أنهى معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة تجاربه النهائية لمشروع طائرة تكتيكية بدون طيار (حارسة للأجواء ) تحلق على ارتفاع يصل إلى(18) ألف قدم ومدى (200) كم خلال الليل والنهار.

وجاء المشروع بدعم من القوات الجوية الملكية السعودية ممثلاً في هيئة العمليات التي أشرفت على مراحل التصميم والإنتاج والاختبار والتجارب الميدانية، في إطار تعزيز القدرات الوطنية في مجال الطائرات دون طيار ليحقق قفزة كبيرة بأفكار وإنتاج سعودي.

وعبّر غرم الله بن سعد الغامدي، نائب المدير التنفيذي للمعهد، عن سعادته بنجاح الإنجاز، شاكراً، ومشيداً بالدعم الذي يلقاه المعهد، من خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه، منوهاً بأن ذلك مكن المعهد بتوفيق الله من بلوغ الكثير من الأهداف والتطلعات التي يسعى لتحقيقها المعهد، ممتدحاً إدارته المميزة من د. سامي الحميدي، الذي دعم واستقطب العديد من الكفاءات السعودية المميزة من أجل الغاية التي ينشدها، مبتعثاً العديد من المهندسين لتعزيز خبراتهم في الهندسة وعلوم الطيران، ليحقق دعم منظومة الاقتصاد الوطني ورؤية المملكة 2030.

وأوضح م. يوسف الزكري أن فكرة التصنيع الأولي للطائرة سبقتها تجارب على نموذج مصغر تم في إطاره اختبار العديد من الجوانب ومن بينها انسيابية الهواء وإقلاع الطائرة، وسبق فكرة التصنيع الأولي عمل تصاميم هندسية للطائرة شملت الصب والتصنيع لمختلف أجزائها بمعامل المعهد.

وذكر م. فهد المالكي أن الطائرة تم تجربتها على عدة ارتفاعات ومسافات وثبت ولله الحمد نجاحها بالتصوير الدقيق المتحرك والثابت من مسافات وارتفاعات عالية وفق نسب ومعايير عالمية دقيقة قرر المعهد إثرها صنع ثلاث طائرات محاكية للنموذج الأول بوزن (250) كجم وطول سبعة أمتار للجناح ممكنة من حمل (50) كغم من أجهزة الإشارة والاتصالات والتصوير الحراري وأنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، فيما أبان م. فواز الدوسري إن تصنيع الطائرة كان تحدياً كبيراً من بداية مشوار التصميم والتنفيذ اللذين تم التميز فيهما.

وذكر م. سعيد القرني أن مرحلة التصميم أخذت 24 شهراً شاملة جسم الطائرة ومحطات التحكم والاتصالات، وكان التركيز خلال تلك الفترة على شكل الهيكل وانسيابية الهواء وتجهيز النموذج الأنسب ماراً بالعديد من التعديلات التي حققت متانة الصنع لقوالب ومكونات مختلفة من أبرزها الألياف الكربونية، وأبدى جمال الحسين مدير الأمن والسلامة ومتابعة المشروعات الميدانية في المعهد ارتياحه الشديد لما حققه المعهد في هذا الشأن، مشيراً إلى أنّ المشروع نفذ بأيدٍ سعودية بداية من الصفر، مؤكّداً حرص وتوجه المعهد لتحقيق درجات أكبر في مختلف مشروعاته متطلعاً لتلبية متطلبات القوات المسلحة في أنظمة الطائرات بدون طيار بجميع الأحجام والمواصفات وذلك بعد الانتهاء من معمل تصميم واختبار وإنتاج الطائرات الخاص بالمعهد والذي سيفتتح قريباً.

الجدير بالذكر أن معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة يخضع في برامجه لأعلى معايير الجودة متابعاً تصميم وإنتاج أنظمة القيادة والتحكم والملاحة الإلكترونية ذاتياً في إطار الإستراتيجية لامتلاك كافة الحقوق الفكرية والهندسية لمنتجاته وضمن ذلك جاءت جميع برمجيات الطائرة ومحطاتها الأرضية في هذا الاتجاه.