بعد أسابيع من تبادل التهديدات بين الزعماء الكوريين الشماليين والأميركيين أطلقت بيونغ يانغ صاروخها الثامن عشر وربما الأكثر استفزازيةً وقرباً من هدفه باتجاه الأراضي اليابانية. وقد حلق الصاروخ الذى أكد البنتاغون وكبار موظفي الاركان فى كوريا الجنوبية تحليقه على بعد 2700 كيلو متراً فوق جزيرة هوكايدو شمالى اليابان لمدة 14 دقيقة تقريباً قبل أن يتحطم إلى ثلاث قطع فى المحيط الهادىء. ولم يحاول الجيش الياباني إسقاط الصاروخ، على الرغم من انه حذّر القواعد اليابانية الداخلة في نطاقه لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. وقال رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي للصحفيين الثلاثاء أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لحماية المواطنين اليابانيين مما وصفه بأنه “تهديد غير مسبوق وخطير”.
ووصف خبراء أميركيون مسار الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ باتجاه اليابان بالمقلق وغير المسبوق حيث كانت مجلة “الديبلومات” قد ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر، أن أول صاروخ كوري شمالي أطلق باتجاه اليابان كان في عام 1998 وأثار لغطاً كبيراً دفع كوريا الشمالية لوقف تجاربها الصاروخية لتعود وتطلق تجربة جديدة فشلت في العام 2006 ثم توقفت عن استهداف اليابان باستثناء اطلاقها لصاروخ من طراز تيبودونغ ـ2 قيل أنه محمل بقمر اصطناعي في العام 2009 لاختبار الرئيس الجديد “أوباما انذاك”.
وجاء اطلاق الصاروخ يوم الاثنين باتجاه اليابان بعد موجة من التصريحات الإيجابية من واشنطن حيث كان الرئيس ترامب قد صرح قبل أيام بأن “كوريا الشمالية بدأت باحترامنا” كما عرض وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيليرسون” على كوريا الشمالية الحوار بعد تخليها عن تهديداتها منتصف الشهر الجاري. واعتبر مراقبون أن اطلاق بيونغ يانغ لهذا الصاروخ باتجاه الأراضي اليابانية كان استفزازاً موجهاً للولايات المتحدة بعد أن ترددت كوريا الشمالية في تنفيذ تهديداتها لواشنطن باستهداف جزيرة غوام الأميركية خوفاً من الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة أن الصاروخ الذي تم إطلاقه هو من النوع متوسط المدى القادر على استهداف القواعد الأميركية والكورية الجنوبية واليابانية في شمال شرق آسيا.
ومع اطلاق هذا الصاروخ تنبهت أميركا الى أن استبعاد كوريا الشمالية لضرب غوام لا يعني أن البرنامج الصاروخي لبيونغ يانغ قد انتهى ما دعا طوكيو وواشنطن الى طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى بعد صاروخ بيونغ يانغ على جزيرة هوكايدو اليابانية. وأعلن الرئيس ترامب صباح الثلاثاء أن “العالم تلقى رسالة صاخبة وواضحة من كوريا الشمالية” مضيفاً بأن بيونغ يانغ “أرسلت مؤشرات على ازدرائها جيرانها وجميع أعضاء الأمم المتحدة ومعايير السلوك الدولي المقبول”.
وقال في بيان: “إن الأعمال المهددة والمزعزعة للاستقرار تزيد من عزلة النظام الكوري الشمالي في المنطقة وفي جميع دول العالم.. وإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.