وضع لاعب نادي السلام والمنتخب الأول محمد السويق (13 عاماً) التايكوندو السعودية الأول على مستوى العالم من خلال الحصول على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للناشئين في شرم الشيخ المصرىة ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه وإضافة إنجاز جديد للشباب والرياضة السعودية بأول ميدالية ذهبية عالمية في تاريخ لعبة التايكوندو السعودية وليصبح اللاعب السعودي الثالث الذي يرسم الفرح في سماء رياضة الوطن التي تباينت نتائج أنديتها ومنتخباتها في كل البطولات القارية منذ أعوام عدة، إذ سبق السويق اللاعبين حمدان البيشي عام 2000م بحقيقة ميدالية ذهبية في سباقات الجري400م في بطولة العالم للشباب عام 2000 في تشيلي كأول لاعب عربي يحقق الذهب، ومحمد الصالحي ذهبية 800 للناشئين بكندا 2003م.
وعودة إلى السويق الذي ترعرع وسط الأحساء، وصقل في العوامية وبزغ نجمه عبر الميادين الخليجية والعربية والقارية والعالمية فهو يقطن في حي العنود بمدينة الدمام ولا يزال يواصل مسيرته الدراسية في الصف الثالث متوسط بتفوق ولم يكن يدور بخلد والده مصطفى السويق أن يكمل ابنه مسيرته الرياضية في ظل افتقاد الأندية الجماهيرية في المنطقة الشرقية للاهتمام بهذه اللعبة ليتوجه به بعد قدومهم من محافظة الأحساء بعد نقل مقر السكن إلى الدمام للتسجيل في نادي السلام بالعوامية بمحافظة القطيف التي تبعد أكثر من 40 دقيقة بالسيارة عن مقر سكنه ليتحمل أعباء كثيرة يومياً سواء مادية أو اجتماعية إلا أن العزيمة التي كان يتميز بها اللاعب جعلت والده يشجعه ويحفزه أكثر خصوصاً أن هناك بصيص من الأمل للولد وأبيه في أن يكون مسيرتهما واحدة لتحقيق نجاح لناديه في بداية الأمر، وليكبر ذلك الأمل ويصل لمرحلة رفع مستوى اللعبة في المنطقة وبعد هذا زاد معدل سقف الطموحات لأن يكون نور الأمل كاملاً لهما لتحقيق الإنجازات يوماً بعد يوم مع منتخبات الوطن ليشع الفرح في كامل مناطق المملكة، وهذا كان عاملاً مساعداً في زرع الطموح ليس للسويق ووالده بل للعوائل التي يتواجد داخلها نجوم تستحق التحفيز لتصل إلى بر الذهب. وقد شارك السويق في بطولة ودية بنادي هجر بالأحساء أظهر خلالها تميزاً على الرغم من عدم تسجيله في أي ناد مما دفع مسؤولو اللعبة في هجر إلى دعوته للتسجيل في الكشوفات إلا أن مدربه عبدالمنعم الخواهر فضل تسجيله في نادي الاتفاق ولكن بعد أن تبين أن تواجده في الاتفاق لين يكون ذا فائدة فنية تم نقله إلى نادي السلام الذي يملك أكاديمية للتايكوندو أبرزت مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين تحت قيادة الخواهر وإشراف المهندس إبراهيم السعيد واهتمام ودعم من إدارة النادي برئاسة فاضل النمر، وحقق قبل أقل من شهرين الميدالية الفضية في وزن 65كجم في بطولة آسيا للكاروقي والبومسي، بمدينة هوتشي بجمهورية فيتنام ليكون علامة مضيئة للعبة في المملكة والقارة الآسيوية.
السويق عبّر عن فرحته بإسعاد ملايين السعوديين من خلال تحقيقه للذهب العالمي مشيراً إلى أن اهتمام وحرص أمير المنطقة الشرقية ونائبه ومبادرتهما في يوم تحقيقه الإنجاز بالمباركة هو ديدن القيادة السعودية التي تحرص كل الحرص على الدعم لرياضة وشباب الوطن وقال: “طويت صفحة بطولة العالم الأخيرة وأفكر جلياً في المرحلة المقبلة لمشاركاتي الهامة ووضع لي مدربي الكبير عبدالمنعم الخواهر خطة عمل حتى يتحقق طموحي في التواجد المتميز مستقبلاً، ورسمنا خطة تحت مسمى “اللاعب الأولمبي” تتركز على أن أكون جاهزاً لأولمبياد “طوكيو 2020″ لأن عمري وقتها سيكون 17 عاماً وستة أشهر وتتضمن مشاركات دولية وقارية وبطولات محلية”.
وأضاف: “طموحي لا يتوقف على هذا الإنجاز الدولي، بل سأعمل لتحقيق مركز متقدم في الأولمبياد من خلال مضاعفة جهدي ورفع سقف طموحاتي باستمرار، والتركيز أكثر على التدريبات والمواصلة على طريق الإبداع والإنجازات لرفع راية الوطن خفاقة في أكبر مظاهرة رياضية عالمية، وأنا متفائل بتقديم الاتحاد السعودي للتايكوندو برئاسة العميد ركن شداد العمري الخطط المتكاملة للإعداد القوي للأولمبياد المقبل”. وقدّم السويق الشكر لوالده ووالدته والمدرب عبد المنعم الخواهر، والمدربين عزيز، والوطنيين محمد سعد القحطاني، وفهد الدويسان، وإدارة ومدرب المنتخب، ورئيس الاتحاد، وقال: “لم يتحقق إنجازي إلا بوجود مجموعة أشخاص وكيانات كانت لهم بصمة في مسيرتي القصيرة”.
المواهب تحتاج للرعاية
يرى رئيس نادي السلام فاضل النمر أن تحقيق السويق للذهب العالمي هو منجز يسجل للوطن وليس لناد محدد أو اتحاد لعبة معين وقال: “نحن نملك أمثال السويق الذين يتميزون بوفرة الإمكانيات والمهارات الكثيرة، ويحتاجون إلى الرعاية والاهتمام فقط، ولهذا لم يقصر معنا مسؤولو الدولة في توفير الدعم المالي والمعنوي والاجتماعي الذي يمكننا أن نحقق تميزاً بين الحين والآخر في أكثر من نشاط ولعبة، ولهذا الحكومة السعودية هي التي رسخت مقومات النجاح ومن الطبيعي أن نقدم لها أي إنجاز، والسويق يعد أحد الأبطال”.
وأضاف: “نرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وإلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله على الاهتمام والرعاية التي يجدها جميع منسوبي الرياضة في المملكة منهما من أجل الحرص على تحقيق المنجزات الرياضية على الأصعدة كافة، كما نهدي هذا المنجز العالمي إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان على الرعاية والتوجيهات والدعم والتشجيع الذي نجده كمسؤولين رياضيين منهما أثناء اللقاءات التي تعقد معنا والحث على تبني المواهب وتشجيعها لتحقيق المنجزات الرياضية، وهذا ما حدث في اللقاء الأخير مع أحمد بن فهد الذي أكد تبني التكريم الشخصي لأي منجز للمنطقة والمملكة لأي لاعب من أندية الشرقية وهذا بحد ذاته تشجيع كبير لنا كرياضيين”. وأثنى النمر على دور المدرب الوطني عبدالمنعم الخواهر الذي تبنى السويق تحت مظلة نادي السلام لسبعة أعوام وهو الرجل التربوي الذي أعد اللاعب من جميع الجوانب.
من جهته يؤكد الخواهر أن محمد السويق انضم للمنتخب قبل أقل من ستة أشهر فقط وجاء نيله للذهب العالمي كإنجاز مختلف ونادر في عالم اللعبة وقال: “اللاعب يمتلك روحاً وعزيمة وإصراراً مميزاً جداً مما وضعه في المقدمة دوماً إذ شارك في أولى بطولاته الخارجية في بطولة تركيا المفتوحة وحقق الميدالية البرونزية وبعدها نال الفضية في البطولة الآسيوية في فيتنام لنتفق سوياً على أن الهدف هو الذهب فقط ولهذا تم إنزال وزنه قبل شهرين لتكون مشاركته في بطولة العالم أفضل نتائجياً، وبالفعل تعاهدنا وتحقق الهدف الذي لن يكون آخر آمال السويق”.
وتمنى الخواهر من مسؤولي اللجنة الأولمبية السعودية إعادة النظر في تقييم اللاعب مالياً خصوصاً وأنه سيكمل مسيرة إعداده للبطولات الدولية وقال: “ينبغي أن يكون في مستوى تقييم يتواكب مع إنجازه الدولي ولهذا نطالب بتغيير تقييمه بنادي النخبة الأولمبي ورفعه من مستواه الحالي ليصل إلى مرحلة أفضل مثل غيره من اللاعبين المنجزين الذين يتسلم بعضهم 12 ألف ريال شهرياً وهو مبلغ جيد للسويق إذ عرفنا المصاريف اليومية والاحتياجات التي يجب توفرها للاعب مثله من أدوات وتغذية وغيرها من المصاريف.