“شكراً شكراً شكراً لكم يا أبطال”، هكذا رددت الجماهير السعودية الكبيرة، التي احتشدت في ملعب مدينة الملك عبدالله في جدة، لمؤازرة منتخب الوطن أمام ضيفه اليابان، بعد أن حلق نجوم المنتخب السعودي الأول، ببطاقة العبور إلى مونديال كأس العالم في روسيا 2018م للمرة الخامسة في تاريخ الكرة السعودية، وأثبتوا من جديد علو كعب “الأخضر” على الصعيد القاري، بعد غياب طويل عن المنجزات الكبرى.
ولم يخيب النجوم ظن القلوب التي توحدت خلفهم، في مهمتهم الحاسمة، ولا الأكف التي صفقت لهم بحرارة طوال دقائق المباراة، وعلى مدى عامين من التصفيات الماراثونية، في الطريق إلى روسيا، ليكتب الأبطال بكل فخر وبأحرف من ذهب مجداً جديداً في صفحات تاريخ الكرة السعودية، ستظل الأجيال تتوارثه باعتزاز جيلاً خلف جيل.
اليوم حجم الفرحة هو بحجم هذا الوطن الكبير “المملكة العربية السعودية”، فلا أندية ولا ميول ولا اختلافات ولا خلافات رياضية، عندما يحضر الوطن بمنتخبه ونجومه الأفذاذ، ويقدمون فواصل من المتعة الكروية، والتألق اللافت، بعد أيام من مرحلة إحباط مبالغة، عمت الوسط الرياضي السعودي، قبل أن تتلاشى كسحابة صيف عابرة، عبرت كما عبر الأخضر الكبير إلى المونديال العالمي، لترفرف الراية الخضراء خفاقة، كما هي دوماً في أهم المحافل الكروية، التي تجتذب أنظار الملايين في شتى أنحاء المعمورة.
لن تنسى الجماهير السعودية الوفية هؤلاء النجوم كلهم، لاعباً لاعباً وخلفهم الأجهزة الإدارية والفنية، بعد أن قدموا الفرح لجماهير الوطن، وعلى طبق من ذهب، بالتكاتف والتعاون والالتفاف حول رفعة شأن بلادهم على الصعيد الكروي، واستعادة هيبة الكرة السعودية، وشخصيتها المميزة على المستوى القاري، التي كما كانت ولازالت، تقدم الدروس الملهمة، وتعزف أجمل الألحان، وترسم أتقن اللوحات الفنية في أرض الملعب.
اكتملت فصول الرواية الخضراء، وبدأت كتابة صفحة ذهبية جديدة، أعلن نجوم “الأخضر” فتحها في مساء سعيد، لتعزيز الثقة بينهم وبين المدرجات السعودية الهادرة، التي كانت في الموعد كما هي عنواناً في الوفاء والمساندة، في مختلف الظروف وقت الانكسارات، وفِي طليعة الأفراح، ولم يعد للوم والعتاب والانتقادات مكان ملائم اليوم، فالوجهة إلى روسيا تتطلب تحضيرات عالية المستوى والتركيز، على تدعيم المنتخب السعودي، ليكون في مستوى الحدث العالمي، مستعيداً
ذكريات العبور الأول إلى أميركا 1994م.
الروح الواحدة، والقتالية والانضباط الفني، والإصرار والعزيمة، عوامل ساهمت بعد الله في تحقيق إنجاز سعودي جديد، طرزه نجوم الأخضر بالإخلاص والتفاني والعطاء لشعار وطنهم، وتقدير جماهيرهم الوفية في الملعب وخلف الشاشات، مؤكدين استحقاقهم معانقة الحلم العالمي الجميل، بعد رحلة طويلة طريقها لم يكن مفروشاً بالورود، وكان ختامها بقدر صعوبته مسكاً يعطر أرجاء ملعب الجوهرة، وينقل الفرسان إلى القمة، بنهج مبهج ومثابرة لا تتوقف، وعطاءات متقدة، تمنحهم الكثير من الحماس والدافعية لمواصلة الحصاد في الاستحقاقات المقبلة، وفِي مقدمتها الحضور القوي في المونديال 2018م، ثم التخطيط المنظم والتحضير الأمثل، لاستعادة كأس آسيا في استراليا 2019م، بعد غياب طال أمده في أفق الكرة السعودية، ولادة النجوم وموطن الأبطال والأفذاذ في كل المجالات.