حثت الأمم المتحدة على تقديم المساعدة لمواجهة أزمة إنسانية في جنوب بنغلادش نجمت عن فرار ما يقرب من 300 ألف من المسلمين الروهينغا من ميانمار بعد نحو أسبوعين من اندلاع العنف هناك.
وقالت الأمم المتحدة: إنه “ليس هناك ما يشير إلى توقف” موجة اللاجئين الذين يعانون من الجوع والصدمة الأمر الذي يتجاوز قدرة وكالات الإغاثة في منطقة كوكس بازار التي تقدم المساعدة بالفعل لمئات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا جراء فترات سابقة من الصراع في ولاية راخين بميانمار.
وذكر روبرت واتكنز منسق الأمم المتحدة الدائم في بنغلادش “لا بد أن تحصل وكالات الإغاثة العاملة في كوكس بازار على الموارد التي تحتاجها لتقديم المساعدة الطارئة لأناس في غاية الضعف أجبروا على الفرار من بيوتهم ووصلوا بنغلادش صفر اليدين”.
روايات صادمة
منع الجنود البورميون دخولهم إلى المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر، كما أفادت شهادات للروهينغا.
وقال ماستر كمال (53 عاماً) المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية أونيغ سيت بين بولاية راخين (شمال غرب بورما): إن “الذين كانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش”.
وقابلت وكالة فرانس برس حوالي عشرة من سكان هذه القرية تمكنوا من اللجوء إلى بلوخالي الحي العشوائي الواسع في بنغلادش الذي رووا فيه الحوادث المروعة التي جرت في 25 أغسطس.
وقال ماستر كمال لفرانس برس: “كانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا”، موضحاً أنه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون.
وقال محمد أمين (66 عاما) وهو مزارع كان والده وجيهاً في القرية: إن عائلته تعيش في اونغ سيت بيين منذ ثلاثة أجيال.
قال الرجل الذي كان يرتدي ملابس رثة: “إنها المرة الأولى التي نهرب فيها. لم أرَ عنفاً كهذا من قبل”.
عندما بدأ إطلاق النار جرى ليختبىء في الأدغال وعبر نهراً ليفلت من الجنود الذين كانوا يطاردون المدنيين. وقال: “على الجانب الآخر من النهر رأيت أن كل شيء كان يحترق”.
ويؤكد اللاجئون من قرية اون سيت بين أنهم شاهدوا أثناء فرارهم أشخاصاً يقتلون وجثث ضحايا قتلوا بسواطير أو أحرقوا.
ويؤكد بعضهم أن الطريق إلى بلوخالي استغرق ستة أيام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا إلى 12 يوماً ليعبروا ممرات ضيقة وأدغالاً كثيفة تحت أمطار غزيرة، قبل أن يصلوا إلى بنغلادش.
وقالت انورة بيغوم (35 عاماً): إنها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام لتفلت من رصاص الجنود.
وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بأبنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها إلى التلال المجاورة التي كانت مروحيات تحلق فوقها. وقالت لفرانس برس: “أعتقد أنني لن أراهم بعد اليوم”.
لكن أبناءها الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و12 عاماً نجحوا في اللحاق بوالدهم على الحدود واجتمعت العائلة من جديد في بنغلادش.
لكن هناك آخرين لم يحالفهم الحظ. فقد لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.
ووصل جرحى يعتقد أنهم أصيبوا بالرصاص. كما تم نقل قتلى أو من بترت أطرافهم في انفجار ألغام على الحدود قال اللاجئون: إنها زرعت لمنعهم من الوصول إلى بنغلادش.