في قديم الزمان حكاية مستمرة لاتزال حتى الأن.
كان هنالك صديقان مقربان، بدأ في التعرف على بعضهما في الدراسة الإعدادية ، كان واحداً منهما يدعى ( ف) والآخر (غ) .
، (ف) كان متميزاً بدراسته ونال عدداً من جوائز التفوق حتى وصل للمرحلة الثانوية ، أما (غ) فاللأسف فاشلاً بدراستة ونال عدداً من تحذيرات الفصل النهائي حتى وصل للمرحلة الثانوية كذلك ، ( رغم فشلة فلا أعلم كيف وصل لثانوية ...!) ، صاحبه ( ف) تخرج من الثانوية بمعدل ١٠٠٪ ،
أما (غ) فتخرج بــ ٨٨٪ ،(إلى الأن وأنا لا أعلم كيف نالها أيضاً ...! هل تعرف أنت كيف ؟؟) .
(ف) كان يطمح للطب ولكن ظروف عائلتة شديدة الفقر وكونه الأكبر( أي العائل بعد والده) لم يستطع الأكمال فلجأ للعمل البسيط وتنازل عن طموحة، أما (غ) ورغم قبول الطب بـ ٩٠٪كأقل درجة أستطاع دخول الطب كونها رغبة ذويه ( دخل وبأفضل الجامعات بالخارج) .
بعد عشرة سنوات ...... (ماذا حدث ياترى؟)
أستسلم (ف) للفقر وتحرك بنفس الدائرة التي لن تغير شيء مما يفكر به ،أما (غ) فلازم دراسته حتى تخرج وأمسك بزمام تجارة والده كون والده طبيباً مشهوراً بعياداته المزحومة .
أصبح (ف) المسكين موظفاً بسيطاً يقبض ٧٠٠٠ ريال بالشهر .
أما (غ) المحظوظ فأصبح طبيباً فاشل ( لأنه إتكالياً من الأساس ) يقبض ٢٠٠٠٠ الف بالشهر .
الأول لم يستطع عمل شيئاً حتى لو كان مميزاً من غير دعم مادي ونسي الأهم ((الصبر)) وغاب عنه ملازمة العمل والدراسة معاً لكي يشق طريق النجاح والثاني أستطاع عمل شيئاً مستحيلاً بالمال .
حقيقة تغيب عن الجميع ، المادة هي الأساس وهي بنية التحرك بشتى المجالات فحسب نظرية أنشأتها أن (المادة +الفكر )= تجارة مميزة +تفوق حياتي (أي أتزان )
فالمادة أساس كل شيء ولا تكمن أهميتها إلى بثراء العقل .
لأبد أن نلقن أطفالنا من الصغر التجارة وكيف يوازنون بين كسب المال والدراسة حتى لا يجدون عراقيل أمام مستقبلهم حتى لو دشنا ذلك بدرس لأبنائنا بمكافأة بسيطة على المشاركة في أعمال المنزل.
يقول الدكتور طارق السويدان ( في السابق كان يطلق على من يخدمون أسيادهم ولا يخرجون عن أوامرهم وينفذون مايطلب منهم بــ العبيد ، والأن هم ما يطلق عليهم الموظفين ) .
ليس أنتقاد ، بقدر كونة تعريزاً لذات حتى تحسن من شخصيتك المالية وتنمي ثقافة المادة كونها الأساس
وتطلق العزيمة للعمل المبكر وجني المال .
كثيراً منا قد يقول أن العلم أهم من المال ، فانا أرد عليه بقول وهل اللحم بجسدك ذا قيمة من غير العظام لماذا لانجمع بينهما من البداية كيف يتحرك عالم من غير سيارة وكيف يجري بحثاً من غير مجلادات وكتب ؟؟؟!!!! .
العمل جيد ولكن التجارة أفضل ، العلم في القمة ولكن المادة تعد قارب نجاة لجزيرة التخرج أيضاً .
كثيراً من قصص النجاح التي الهمت العالم هي من أناس كابدوا الحياة بالتجارة وتحريك المال ( أقراء كتاب عظماء بلا مدارس ) كنموذج من هذا الكتاب الشيخ سليمان الراجحي الذي بدأ من قروش بسيطة وبشهادة الصف الثاني الأبتدائي التي توقف عندها إلى تاجر بالصناعة والأقتصاد والتعليم على مستوى المملكة والخليج العربي وحتى في بعض دول العالم بمسمى ( إغاثة) ،
إنتظر تخمينك خطأ .
لما لم ترى الجانب المشرق من القصة هل أثر فيك الوصف ؟؟ ليس ماأعنية بالرموز يعني فقر وغنا أو ، بل (ف) فهد و(غ) غانم تفاؤلاً مني بمحوا عرقية التفاضل المادي وحب التكاتف والمساعدة .
وأيضاً من أجل خداع مخيلتك السلبية ، أهنيك أخي وأختي الأيجابيون .
ختاماً لاتنسى تفكر كيف تخرج هذا الصبي ونال درجات عالية ؟
حمد الهاجري
إقرأ المزيد
حكاية بين (ف) و (غ) ..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2017/09/14/356268.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
09/14/2017 في 9:10 م[3] رابط التعليق
عميق الفكرة سلس الأسلوب
زائر
09/14/2017 في 9:55 م[3] رابط التعليق
التعليق
الحقيقه مقال ممتاز يستحق القراءه
09/14/2017 في 9:56 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
09/14/2017 في 10:33 م[3] رابط التعليق
وفقك الله أخي حمد …. مقال رائع تجسد فيه الجمع بين العمل وعدم اهمال التجارة والنظرات المستقبلية … ومايخفي لنا الله عزوجل هو الأفضل دائمًا
مازن العصيل
09/14/2017 في 11:47 م[3] رابط التعليق
مقالة جميلة تحكي حقيقةً قد تكون مرّة ولكن لاشك أنها موجودة على أرض الواقع وهي مشكلة ” المادة ” وهي لاشك أنها كانت ولا تزال تهدم طموحات عالية أو ربما ترفع طموحات كانت غائبة وغير حاضرة ، ولكن ما أعجبني في نهاية المقال هو المعنى الكبير للإيجابية والتي هي بدورها تعزز من القدرة العالية على التعايش مع الواقع وقبول تحديات الموقف والمجتمع والحياة كذلك ، لاشك كلّ عصر وزمن وإن وجدت فيه المفارقات الكبيرة وخاصة زمن ما بعد الصحوة والثورة التقنية المعلوماتية التي قرّبت البعيد وسهّلت جوانب عديدة في الحياة العامة بلا أدنى أشك ، لكنها في الوقت ذاته لم تستطع حتى هذه اللحظة القضاء على توترات العصر الحديث وربما لم تتمكن أيضاً من جعل المجتمع أكثر حالة صحية من الوقت السابق رغم توفر أحدث الأجهزة والتقنيات ، لكن أصبحت أمراض الناس لا تقتصر على الجانب العضوي بل امتد للجوانب النفسية والمالية والاجتماعية ، كلها أمراض لم يعيها الإنسان بعد والمتأمل في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هو ” اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ” والباحث في تعريف الصحة من منظمة الصحة العالمية يجد أنه: “حالة السلامة والكفاية البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية والروحية وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز ” إذاً الواقع أحياناً كثيرة يكون مزعج ولكن أكثر متعة من الأحلام التي تُبنى بلا هدف.
بدر الدوسري
09/15/2017 في 1:09 ص[3] رابط التعليق
مبدع كالعادة أخي المتميز حمد .. وننظر المزيد من هذا الجمال الإبداعي
زائر
09/15/2017 في 11:10 ص[3] رابط التعليق
طاق طربق طاق طاق طاق طاقيه
الدكتور سالم
09/16/2017 في 11:59 ص[3] رابط التعليق
مميز احمد كالعادة نتمنى لك التوفيق
زائر
07/12/2019 في 9:38 ص[3] رابط التعليق
مقال جداً رائع وفقك الله ❤️