لم يكن يخطر في مخيلة المدرب الأرجنتيني الشهير إدغاردو باوزا، عندما قاد المنتخب الإماراتي للفوز
على ضيفه المنتخب السعودي 2-1 في الجولة ما قبل الأخيرة من تصفيات المونديال الفارطة، والمساهمة في هزّ حظوظ «الأخضر» في العبور إلى كأس العالم، أنه سيعود بنفسه بعد أقل من شهر فقط، لتولي تدريب المنتخب السعودي رسمياً في مونديال روسيا، بعد فراغه من مهمته القصيرة مع المنتخب الإماراتي، ونجاح المنتخب السعودي في الفوز على اليابان لاحقاً وقطع تذكرة العبور إلى المونديال.
مباراة المنتخبين السعودي والإماراتي، لم تكن هي فقط من شجع اتحاد الكرة السعودي على سرعة التعاقد مع المدرب الأرجنتيني الكبير، خلفاً لنظيره الهولندي بيرت فان مارفيك، إذ إن باوزا قدّم نفسه جيداً كمدرب متميز مع النصر السعودي،2009 في تجربة ناجحة لم تتجاوز الموسم، قاد النصر خلالها إلى مراكز متقدمة في الدوري السعودي، على الرغم من معاناة الفريق الأصفر حينها، إلا أن باوزا استطاع لفت الاهتمام إليه كمدرب متمكن، قبل أن يحضر مجدداً بعد نحو تسعة أعوام كمدرب للمنتخب السعودي، تحضيراً لمونديال روسيا.
ويعول المسؤولون على المنتخب السعودي ومعهم الجماهير السعودية كافة، على باوزا وفريقه الفني،
في تسخير خبراته المتراكمة لاستكمال مسيرة سلفه مارفيك، في صناعة منتخب قوي، يخوض غمار المونديال الصيف المقبل بكل ثبات، وتقديم المستويات الفنية اللائقة بين كبار منتخبات العالم.
اتحاد الكرة بتعاقده الباكر مع باوزا كتب رسالة عاجلة، بأهمية أن تكون التحضيرات المقبلة لتجهيز «الأخضر» وفق تطلعات محبيه وجماهيره، وفي أعلى مستوياتها
دون تسويف أو تأخير، كسباً للوقت المتبقي قبل انطلاق صافرة المونديال في ملاعب روسيا، بعد نحو تسعة أشهر فقط، وبات المدرب النحيل وصاحب الملامح الجادة باوزا الأرجنتيني الثالث الذي يتولى قيادة «الأخضر»، حيث سبقه مواطنه خوسيه سولاري 1994، لمدة عام واحد، ثم غابرييل كالديرون، ومكث عامين من 2004 حتى 2006.
كما أصبح المنتخب السعودي ثالث المنتخبات التي يدربها باوزا الملقب في بلاده بـ «الباتون»، بعد تجربتين مع المنتخب الأرجنتيني ثم الإماراتي، وبعد رحلة طويلة مع تدريب الأندية، بدأت بقيادة روساريو سنترال الأرجنتيني بين 1998 و2001، ثم فيليز سارسفيلد وكولون قبل أن ينتقل إلى بيرو، حيث قاد سبورتينج كريستال للفوز بالدوري في 2005، ثم انتقل إلى الإكوادور مع إل.دي.يو كيتو، ثم في السعودية مع النصر، وفي البرازيل مع ساو باولو، وتتمثل أهم إنجازات المدرب باوزا في الحصول على كأس ليبرتادوريس 2008 مع إل.دي.يو كيتو الإكوادوري، ليصبح أول فريق إكوادوري يحرز اللقب القاري، وكرر المدرب الإنجاز ذاته مع سان لورينزو الأرجنتيني 2014.